بِسْمِ الله الرَحْمَنِ الرَحِيمْ

سُورَةُ النُّورِ

{مِنْ خِلَالِهِ} مِنْ بَيْنِ أَضْعَافِ السَّحَابِ {سَنَا بَرْقِهِ} وَهُوَ الضِّيَاءُ {مُذْعِنِينَ} يُقَالُ لِلْمُسْتَخْذِي مُذْعِنٌ {أَشْتَاتًا} وَشَتَّى وَشَتَاتٌ وَشَتٌّ وَاحِدٌ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا} بَيَّنَّاهَا وَقَالَ غَيْرُهُ سُمِّيَ الْقُرْآنُ لِجَمَاعَةِ السُّوَرِ وَسُمِّيَتْ السُّورَةُ لِأَنَّهَا

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(سورة النور) قوله (سورة أنزلناها وفرضناها) أي بيناها و (لجماعة السور) بالنصب بأن يكون مفعول الجماع بمعنى الجمع مصدراً وهو بكسر الجيم وهاء الضمير وبالجر بأن يكون مضافاً إليه والجماعة بمعنى الجمع ضد المفرد وهو بفتحها وتاء التأنيث و (السورة) الطائفة من القرآن المترجمة التي أقلها ثلاث آيات وهي أما سور المدينة لأنها طائفة من القرآن محدودة وأما من السورة التي هي الرتبة لأن السور بمنزلة المنازل والمراتب وأما من السؤر التي هي البقية من الشيء فقبلت همزتها ولوا لأنها قطعة من القرآن و (السلا) مقصور الجلدة الرقيقة التي يتكون فيها الولد وغرض البخاري بيان أن القرآن مشتق من قرأ بمعنى جمع لا من قرأ بمعنى تلا وقوله (من قرأ فرضناها) أي بتخفيف الراء معناه فرضناها عليكم قال تعالى (يخرج من خلاله) أي من بين أضعاف السحاب قوال (سنا برقه) أي ضياؤه وقال (يأتوا إليه مذعنين) أي خاضعين و (المستخذي) اسم فاعل من استخذي بالمعجمتين أي خضع و (خذا) أي استرخي وقال (تأكلوا جميعاً أو أشتاتاً) أي متفرقين وكذلك شتى وشتات وقيل الشت مفرد والأشتات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015