عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا
{الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}
أَهُمَا الْخَيْطَانِ قَالَ إِنَّكَ لَعَرِيضُ الْقَفَا إِنْ أَبْصَرْتَ الْخَيْطَيْنِ ثُمَّ قَالَ لَا بَلْ هُوَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ
4199 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ
وَأُنْزِلَتْ
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}
وَلَمْ يُنْزَلْ
{مِنْ الْفَجْرِ}
وَكَانَ رِجَالٌ إِذَا أَرَادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلَيْهِ الْخَيْطَ الْأَبْيَضَ وَالْخَيْطَ الْأَسْوَدَ وَلَا يَزَالُ يَاكُلُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رُؤْيَتُهُمَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدَهُ
{مِنْ الْفَجْرِ}
فَعَلِمُوا أَنَّمَا يَعْنِي اللَّيْلَ مِنْ النَّهَارِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المشددة (ابن طريف) بفتح المهملة الكوفي و (ابن أبي مريم) سعيد و (أبو غسان) بفتح المعجمة وشدة المهملة وبالنون محمد بن مطرف بلفظ فاعل التطريف بالمهملة والراء المدني و (أبو حازم) بالمهملة والزاي سلمة بن دينار. قوله (من الفجر) بيان للخيط الأسود لأن بيان أحدهما بيان للآخر أو الفجر فيه اختلاط من سواد الليل وبياض النهار وهذا تشبيه لا استعارة وفيه جواز تأخير البيان، فإن قلت يعلم منه أن فهمهم من الخيطين الحقيقة كان قبل النزول من النحر فلم استحقوا التعريض بالبلاهة. قلت: الربط في الرجل كان متقدما على النزول وأصحابه ما عرضوا بها والجعل تحت الوسادة بعد النزول وصاحبه هو المعرض بها. فإن قلت: كيف التبس عليه، قلبت غفل عن البيان ولذلك عرض رسول الله صل الله تعالى عليه وسلم بعرض قفاة الدال على البلاهة. فإن قلت: عريض القفا كناية عن الأبله أم مجاز. قلت: كناية لا مكان إرادة الحقيقة أيضا. فإن قلت: ما حكم عرض الوسادة. قلت: هو كناية عن عرض القفا فهو كناية عن كناية. الخطابي: (إن وسادك لعريض) يريد به إن نومك طويل كنى بالوسادة عن النوم إذ كان النائم قد يتوسده ولم يرد بالعرض خلاف