أَبُو بَكْرٍ فَخُذْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالثَّمَنِ قَالَتْ عَائِشَةُ فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الْجِهَازِ وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا فَرَبَطَتْ بِهِ عَلَى فَمِ الْجِرَابِ فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ قَالَتْ ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ فَكَمَنَا فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ ثَقِفٌ لَقِنٌ فَيُدْلِجُ مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ فَلَا يَسْمَعُ أَمْرًا يُكْتَادَانِ بِهِ إِلَّا وَعَاهُ حَتَّى يَاتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلَامُ وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
و (مقنعا) أي مغطيا رأسه و (الصحابة) بالنصب أي أريد المصاحبة وأطلبها و (الحثيث) المسرع الحريص و (الأحث) أفعل التفضيل منه و (الجهاز) بفتح الجيم وكسرها ما يحتاج إليه في السفر ونحوه و (الثور) بلفظ الحيوان المشهور و (كمنا) من الكمون ضد البروز وفي بعضها مكثنا من المكث و (عبد الله) في بعضها عبد الرحمن والأول هو الصحيح على المشهور و (الثقف) بكسر القاف وإسكانها وبفتحها الحاذق الفطن و (اللقن) بكسرها سريع الفهم وقيل الثقافة حسن التلقي للأدب واللقن حسن التلقي لما يعلمه ويسمعه و (يدلج) أي يخرج في ذلك الوقت منصرفا إلى مكة يقال أدلج الرجل إذا سار الليل في أوله وقيل في كله وادلج بتشديد الدال إذا سار في آخره و (كبائت) أي كمن بات بمكة يظهر ذلك للكفار و (يكادان به) من قولهم كدت الرجل إذا طلبت له الغوائل ومكرت به وفي بعضها من باب الافتعال و (الوعي) الحفظ و (عامر بن فهيرة) بضم الفاء وفتح الهاء وسكون التحتانية وبالراء و (المنحة) بكسر الميم في الأصل الشاة التي يجعل