عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ يَقْسِمُ قَسْماً أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ - وَهْوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ - فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ. فَقَالَ «وَيْلَكَ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ». فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِى فِيهِ، فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ. فَقَالَ «دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَاباً، يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَمَا يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ - وَهْوَ قِدْحُهُ - فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منهم والدجال الأعظم خارج عن هذا العدد وهو يدعي الإلهية نعوذ بالله من فتنة المسيح الدجال قوله (ذو الخويصرة) بضم المعجمة وفتح الواو وسكون التحتانية وكسر المهملة وبالراء وقد مر وصفه في باب قوله تعالى (وإلى عاد أخاهم هودا) أنه غائر العينين محلوق كث اللحية. قوله (خبت) بلفظ التكلم والخطاب أي خبت أنت لكونك تابعاً ومقتدياً لمن لا يعدل والفتح أشهر. فإن قلت قال في ذلك الباب فقال خالد بن الوليد ائذن لي في قتله قلت لم يقطع به حيث قال أحسبه مع احتمال أن كلا منهما استأذن في ذلك. فإن قلت التعليل بأن له أصحاباً كيف يقتضي ترك القتل إن استحق القتل قلت ليس تعليلاً بل الفاء لتعقيب الأخبار أي قال دعه ثم عقب مقالته بقصتهم وغاية ما في الباب أن حكمه حكم المنافق وكان رسول الله ? لا يقتلهم لئلا يقال أن محمداً يقتل أصحابه قوله (لا يجاوز) له تأويلان أحدهما أنه لا تفقهه قلوبهم ولا ينتفعون بما تلوه منه، والثاني لا تصعد تلاوتهم في جملة الكلم الطيب إلى الله تعالى. قوله (الدين) أي الإسلام وبه يتمسك من كفر الخوارج. الخطابي: الدين الطاعة أي طاعة الإمام. قوله (الرمية) بفتح الراء فعيلة بمعنى مفعولة وهو الصيد المرمي و (النصل) هو حديد السهم و (الرصاف) بكسر الراء وبالمهملة جمع الرصفة وهي العصب الذي يلوي فوق مدخل النصل في السهم و (النضي) بفتح النون وكسر الضاد المعجمة