وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلاَثَةَ الْعَامِرِىِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِى كِلاَبٍ، فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ وَالأَنْصَارُ، قَالُوا يُعْطِى صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا. قَالَ «إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ». فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، نَاتِئُ الْجَبِينِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقٌ فَقَالَ اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ. فَقَالَ «مَنْ يُطِعِ اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُ، أَيَامَنُنِى اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَلاَ تَامَنُونِى». فَسَأَلَهُ رَجُلٌ قَتْلَهُ - أَحْسِبُهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ - فَمَنَعَهُ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ «إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا - أَوْ فِى عَقِبِ هَذَا - قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وفتح الهاء الأولى وكسر الثانية الطائري (ثم النبهاني) بفتح النون وإسكان الموحدة وبالنون و (علقمة) بفتح المهملة وسكون اللام وفتح القاف (ابن علاثة) بضم المهملة وتخفيف اللام وبالمثلثة (الكلابي) بكسر الكاف والأربعة كانوا من نجد ومن المؤلفة قلوبهم وسادات أقوامهم قوله (غائر العينين) أي داخلين في الرأس لاصقين بقعر الحدقة و (مشرف الوجنتين) أي غليظهما و (ناتئ الجبين) أي مرتفعه و (كث اللحية) أي كثير شعرها و (محلوق) أي محلوق الرأس و (من ضئضئ) بكسر المعجمتين وسكون الهمزة الأولى الأصل و (الرمية) بفتح الراء فعيلة من الرمي بمعنى المفعول وقيل عاد إضافةً إلى المفعول. فإن قلت ما المراد بقتلهم وهم أهلكوا بريح صرصر قلت الغرض منه الاستئصال بالكلية ويحتمل أن يكون من الإضافة إلى الفاعل ويراد به القتل الشديد القوي لأنهم مشهورون بالشدة والقوة الخطابي: الذهبية إنما أنثها على معنى القطعة من الذهب وقد يؤنث الذهب في بعض اللغات و (الصناديد) الرؤساء و (الضئضئ) ههنا النسل و (لا يجاوز حناجرهم) أي لا يرفع في الأعمال الصالحة و (المروق) النفوذ حتى يخرج من الطرف الآخر و (الدين) ههنا الطاعة يريد أنهم يخرجون من طاعة الأئمة وهذا نعت الخوارج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015