بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَشُقَّ مِنْ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقِّ الْبَطْنِ ثُمَّ غُسِلَ الْبَطْنُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا وَأُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ الْبُرَاقُ فَانْطَلَقْتُ مَعَ جِبْرِيلَ حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَأَتَيْتُ عَلَى آدَمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَرْحَبًا بِكَ مِنْ ابْنٍ وَنَبِيٍّ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رؤيا نوم قلنا لا حجة فيه إذ قد يكون ذلك حالة أول وصول الملك إليه وليس فيه ما يدل على كونه نائما في القصة كلها، وقال الحافظ عبد الحق في الجمع بين الصحيحين وما روى شريك عن أنس أنه كان نائما فهو زيادة مجهولة وقد روى الحافظ المتقنون والأئمة كابن شهاب وثابت البناني وقتادة عن أنس ولم يأت أحد منهم بها وشريك ليس هو بالحافظ عند أهل الحديث، قوله (ذكر) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث رجال وهم الملائكة تصوروا بصورة الإنسان و (طست) مؤنثة وجاء بكسر الطاء وطس بتشديد السين و (مليء) بلفظ المجهول الماضي وبلفظ الاسم نحو السكري والسكران والتذكير باعتبار الإناء، فإن قلت هما معنيان والإفراغ صفة الأجسام، قلت كان في الطست شيء يحصل به كمال الإيمان والحكمة وزيادتهما فسمي إيمانا وحكمة لكونه سببا لهما أو أنه من باب التمثيل قوله (مراق) بفتح الميم وخفة الراء وشدة القاف هو ماسفل من البطن ورق من جلده وهو جمع مرقق موضع رقة الجلد وهذا الشق غير شرح الصدر الذي كان في زمن صغره صلى الله عليه وسلم فعلم أن الشق كان مرتين، قوله (البراق) هو اسم الدابة التي ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة وبالنظر إلى لفظ البراق لم يقل دابة بيضاء، قال ابن دريد اشتقاقه من البرق إن شاء الله لسرعته وقيل سمي به لشدة صفائه وتلألئ لونه ويقال شاة برقا إذا كان خلال صوفها طاقات سود فيحتمل التسمية به لكونه ذا لونين، قوله (لنعم المجيء جاء) قال المالكي فيه شاهد على جواز الاستغناء بالصلة عن الموصول في باب نعم، إذا التقدير نعم المجيء الذي جاءه، قوله (من أخ) فإن قلت قال أهل التواريخ إن إدريس جد لنوح فكان المناسب أن يقول من ابن قلت لعله قال تلطفا وتأدبا والأنبياء عليهم السلام إخوة