ضَمَّنِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ»
75 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِى أُوَيْسٍ قَالَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
البصرة مدة. قوله: (ضمني) أي إلى نفسه و (اللهم) أصله بالله فحذف حرف النداء وعوض الميم عنه ولذلك لا يجتمعان وأما نحو:
وما عليك أن تقولي كلما سبحت أو صليت با اللهما
أردد علينا شيخنا مسلما
فليس يثبت وهذا من خصائص اسم الله كما اختص بالتاء في القسم وبقطع همزته في يا الله وبغير ذلك وقيل إنهم لما أرادوا أن يكون نداؤه باسمه متميزا عن نداء عباده من أول الأمر حذفوا حرف النداء من الأول وزادوا الميم لقربها من حروف العلة كالنون في الآخر وخصت لأن النون كانت ملتبسة بضمير النساء صورة وشددت لأنها خلف من حرفين واختار سيبويه أن لا يوصف لأن وقوع خلف حرف النداء بين الموصوف والصفة كوقوع حرف النداء بينهما ومذهب الكوفيين أن أصله يا الله أم أي أقصد بخير فتصرف فيه. قوله (علمه الكتاب) أي القرآن لأن الجنس المطلق محمول علي الكامل أو لأن العرف الشرعي عليه أو لأن اللام للعهد. فأن قلت المراد من القرآن لفظه أو معانيه أو أحكام الدين. قلت اللفظ باعتبار دلالته علي معانيه. فأن قلت التعليم متعد إلى ثلاثة مفاعيل ومفعوله الأول كمفعول أعطيت والثاني والثالث كمفعول علمت يعني لا يجوز حذف الثاني والثالث فقط فكيف ههنا. قلت علمه بمعني عرفه فلا يقتضي إلا مفعوله. فأن قلت هل جاز ألا يستجاب دعاء النبي صلي الله عليه وسلم. قلت لكل نبي دعوة مستجابة وإجابة الباقي في مشيئة الله تعالي وأما هذا الدعاء فمما لا شك في قبوله لأنه كان عالما بالكتاب حبر الأمة نحو العلم رئيس المفسرين وترجمان القرآن وكونه في الدرجة القصوى والمحل الأعلى منه مما لا يخفي. قال ابن بطال: كان ابن عباس من الأحبار الراسخين في علم القرآن والسنة أحببت فيه الدعوة وفيه الحض على تعليم القرآن والدعاء إلى الله في ذلك وروي البخاري هذا الحديث في فضائل الصحابة وقال فيه اللهم علمه الحكمة وفي كتاب الوضوء اللهم فقهه في الدين وتأولوا الحكمة بالقرآن في قوله تعالي «يؤت الحكمة من يشاء» وبالسنة في قوله تعالي «ويعلمكم الكتاب والحكمة» وكلا التأويلين صحيح وذلك أن القرآن حكمة أحكم الله تعالي فيه لعباده حلاله وحرامه وبين لهم فيه أمره ونهيه وكذلك سنن رسول الله صلي الله عليه