الصَّخْرَةِ فَإِنِّى نَسِيتُ الْحُوتَ، وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ. قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِى، فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً، فَوَجَدَا خَضِراً. فَكَانَ مِنْ شَانِهِمَا الَّذِى قَصَّ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِى كِتَابِهِ».

باب قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ».

74 - حَدَّثَنَا أَبُو

ـــــــــــــــــــــــــــــ

عاشت وقيل توضأ يوشع من تلك العين فاتضح الماء علي الحوت فعاش ووقع في الماء. قوله (فتاه) أي صاحبه وهو يوشع بضم المثناة التحتانية وبفتح الشين المعجمة وبالعين المهملة ابن نون وهو مصروف كنوح وإنما قيل فتاه لأنه كان يخدمه ويتبعه وقيل كان يأخذ العلم عنه. قوله (نسيت الحوت) أي نسيت تفقد أمره وما يكون منه مما جعل أمارة علي الظفر بالطلبة من لقاء الخضر قوله (قال) أي موسي (ذلك) أي فقدان الحوت هو الذي كنا نبغي أي نطلبه لأنه علامة وجدان المقصود. و (نبغ) أصله نبغي فحذفت الياء تخفيفا كما في قوله (والليل إذا يسر) وكان ذلك في مجمع مجري فارس والروم مما يلي المشرق. قوله (فارتدا) أي رجعا علي آثارهما قصصا أي يقصان قصصا أي يتتبعان آثارهما إتباعا. قوله (من شأنهما) أي شان الخضر وموسي والذي قص الله في كتابه إشارة إلي قوله تعالي «قال له موسي هل أتبعك علي أن تعلمني مما علمت رشدا» إلي قوله «ويسألونك عن ذي القرنين» واعلم أن لابن عباس في هذه القصة تماريا بينه وبين الحر في صاحب موسي أهو الخضر أم غيره وتماريا بينه وبين نوف البكالي في موسي أهو موسي بن عمر ان أم غيره وستأتي هذه القصة بنمامها في آخر هذا الكتاب وكتاب الأنبياء وكتاب التفسير إن شاء الله تعالي قال ابن بطال وفيه جواز التماري في العلم إذا كان كل واحد يطلب الحقيقة ولم يكن متعنتا وفيه الرجوع إلي قول أهل العلم عند التنازع وفيه أنه يجب علي العالم الرغبة في المزيد من العلم والحرص عليه ولا يقنع بما عنده كما لم يكتف موسي بعلمه وفيه وجوب التواضع لأن الله تعالي عاتب موسي حين لم يرد العلم إليه وأراه من هو أعلم منه وفيه حمل الزاد وإعداده في السفر بخلاف قول الصوفية. النووي وفيه أنه لا بأس علي العالم أو الفاضل أن يخدمه المفضول ويقضي له حاجته ولا يكون هذا من أخذ العوض علي تعليم العلم والآداب بل هو من مروءات الأصحاب وحسن العشرة ودليله حمل فتاه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015