يَشْرَبُوا فَأَقْبَلْتُ بِهَا أَسُوقُهَا فَلَقِيَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ وَإِنِّي أَعْجَلْتُهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا سِقْيَهُمْ فَابْعَثْ فِي إِثْرِهِمْ فَقَالَ يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ إِنَّ الْقَوْمَ يُقْرَوْنَ فِي قَوْمِهِمْ
وَقَالَ سَلَمَةُ خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ
2835 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ يَا أَبَا عُمَارَةَ أَوَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ قَالَ الْبَرَاءُ وَأَنَا أَسْمَعُ أَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُوَلِّ يَوْمَئِذٍ كَانَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذًا بِعِنَانِ بَغْلَتِهِ فَلَمَّا غَشِيَهُ الْمُشْرِكُونَ نَزَلَ فَجَعَلَ يَقُولُ أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ قَالَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
السين الحظ من الشرب و (أن يشربوا) مفعول له أي كراهة شربهم و (ملكت) مشتق من المملكة وهي أن يغلب عليهم فيستعبدهم وهم في الأصل أحرار و (الأسجاج) بالمهملة ثم الجيم ثم المهملة حسن العفو أي أرفق ولا تأخذ بالشدة وهذا مثل من أمثال العرب و (يقرون) أي يضافون والغرض أنهم وصلوا إلى غطفان وهم يضيفونهم ويساعدونهم فلا حاجة في الحال في البعث في الأثر لأنهم لحقوا بأصحابهم ويحتمل أن يشتق من القرى بمعنى الإتباع. قال النووي وفيه معجزة حيث أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم يقرون في غطفان وكان كذلك، وفي بعضها يقرون من القرار بالقاف وفيه جواز قول يا صباحاه للإنذار للعدو وقولهم أنا ابن فلان في الحرب إذا كان شجاعا لتخويف الخصم وهذا هو الحديث الثاني عشر من الثلاثيات. قوله (أبا عمارة) بضم المهملة وخفة الميم كنية البراء بن عازب و (وليتم) أي أدبرتم منهزمين مر في باب من قاد بلجام دابة غيره. قوله (فلم يول) في بعضها لم يول بدون الفاء وسبق أمثاله في قوله صلى الله عليه وسلم «أما بعد ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله» ولقول عائشة «وأما الذين جمعوا بين الحج والعمرة طوافا واحدًا» ونحوه قال المالكي.