الْمَشَاهِدِ وَقَدْ دَمِيَتْ إِصْبَعُهُ فَقَالَ هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ
2609 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وضمها ابن عبد الله بن سفيان البجلي تقدماً في العيدين في باب النحر (والمشاهد) أي المغازي وسميت بها لأنها مكان الشهادة و (الأصبع) فيها عشر لغات وعاشرها الأصبوع و (دميت) بفتح الدال صفة للأصبع والمستثنى فيه أعم عام الصفة أي ما أنت يا إصبع موصوفة بشيء إلا بأن دميت كأنها لما دميت خاطبها على سبيل الاستعارة أو الحقيقة معجزة مسلياً لها أي تثبتي فإنك ما ابتليت بشيء من الهلاك والقطع سوى أنك دميت ولم يكن ذلك أيضاً هدراً بل كان في سبيل الله تعالى ورضاه، وقيل كان ذلك في غزة أحد وفي صحيح مسلم: كان النبي صلى الله عليه وسلم في غار فنكبت أصبعه وقال القاضي عياض: قال أبو الوليد: لعله كان غازياً فتصحف كما قال في الرواية الأخرى في بعض المشاهد وكما جاء في رواية البخاري ((يمشي إذ أصابه حجر)) وقال القاضي قد يراد بالغاز الجمع والجنس لا الكهف ومنه قول علي رضي الله عنه ما ظنك بامرئ جمع بين هذين الغارين أي العسكرين. فإن قلت هذا شعر وقد نفى الله عنه أن يكون شاعراً بقوله تعالى ((وما علمناه الشعر)) قلت أجابوا عنه بوجوه: بأنه رجز والرجز ليس بشعر كما هو مذهب الأخفش وإنما يقال لصاحبه فلان الراجز ولا يقال فلان الشاعر إذ الشعر لا يكون إلا بيتاً تاماً مقفى على أحد أنواع العروض المشهورة وبأن الشعر لابد فيه من قصد ذلك فما لم يكن مصدره عن نية له وروية فيه وإنما هو اتفاق كلام يقع موزونا بلا قصد إليه ليس منه كقوله تعالى ((وجفان كالجواب وقدور راسيات)) وكما يحكي عن بعض السؤال: اختموا صلاتكم. بالدعاء والصدقة وعن بعض المرضى وهو يعالج بالكي ويتضور: اذهبوا بي إلى الطبيب. وقولوا قد اكتوى وبأن البيت الواحد لا يسمى شعراً وقال بعضهم ((ما علمناه الشعر)) هو رد على المشركين في قولهم ((بل هو شاعر)) ومما يقع على سبيل الندرة لا يلزمه هذا الاسم إنما الشاعر هو الذي ينشد الشعر فيشبب ويمدح ويذم ويتصرف في الافانين وقد برأ الله رسوله من ذلك وصان قدره عنه. فالحاصل أن المنفى هو صفة الشاعرية لا غير. قال القاضي: قال بعضهم: هو بغير مد ليستغنى عن الاعتذار وهو غفلة منه لأن الرواية بالمد وقال النووي الرواية المعروفة بكسر التاء وبعضهم أسكنها (باب من يجرح