عَلَيْهِمْ مِنْهَا بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ فَقَالَ النَّاسُ حَلْ حَلْ فَأَلَحَّتْ فَقَالُوا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا ثُمَّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ قَالَ فَعَدَلَ عَنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَمَدٍ قَلِيلِ الْمَاءِ يَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا فَلَمْ يُلَبِّثْهُ النَّاسُ حَتَّى نَزَحُوهُ وَشُكِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الله صلى الله عليه وسلم و (حل) بفتح المهملة وسكون اللام زجر الناقة إذا حملها على السير وإذا ثنيت قلت حل حل بكسر اللام والتنوين في الأول وحلحلت القوم إذا أزعجتم عن مكانهم (وألحت) من الإلحاح أي لزمت المكان ولم تنبعث (وخلأت) بالمعجمة والخلاء في الإبل كالحران في الخيل و (القصواء) ممدود. الخطابي: هو اسم ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مقصودة الأذن أي مقطوع طرفها. الجوهري: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة تسمي قصواء ولم تكن مقطوعة الأذن و (بخلق) أي بعادة و (حابس الفيل) هو الله سبحانه وتعالى. قال تعالى ((ألم تر كيف ربك بأصحاب الفيل)) وقصته أن أبرهة الحبشي جاء على الفيل بعسكره يقصد هدم الكعبة واستباحة الحرم فلما وصل إلى ذي المجاز امتنع الفيل من التوجه نحو مكة ولم يمتنع من غير جهتها والتمثيل بحبس الفيل هو أن أصحابه لو دخلوا مكة لوقع بينهم وبين قريش قتال في الحرم وأريق فيه الدماء كما لو دخل الفيل ولعل الله تعالى علم أنه سيسلم جماعة من أولئك الكفار ويخرج من أصلابهم قوم مؤمنون. قوله (خطة) بضم الخاء أي خصلة أو أمر عظيم كان يستحق أن يخط في الدفاتر وفيه إشارة إلى الجنوح إلى المصالحة وترك القتال في الحرم و (الثمد) ذكر معناه فيما بعد على سبيل التفسير و (التربض) باعجام الضاد الأخذ قليلاً و (لم يلبثه) من الالباث والتلبيث و (شكى) بلفظ المجهول و (يجيش) أي يفور ماؤه