الْخَمْسَ فِى الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ قَالَ «اللَّهُمَّ نَعَمْ». قَالَ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ قَالَ «اللَّهُمَّ نَعَمْ». قَالَ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَاخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «اللَّهُمَّ نَعَمْ». فَقَالَ الرَّجُلُ آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِى مِنْ قَوْمِى، وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِى سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ. رَوَاهُ مُوسَى وَعَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

فحذف حرف النداء وجعل الميم بدلا منه والجواب هو نعم وذكر لفظ اللهم لتبرك وكأنه استشهد بالله في ذلك تأكيدا لصدقه. قوله- ((أنشدك)) - بضم الشين معناه أسألك بالله. الجوهري: نشدت فلانا أنشده نشدا إذا قلت له نشدتك الله أي سألتك بالله كأنك ذكرته إياه فنشد أي تذكر, قوله- ((الصلوات الخمس)) - وفي بعضها الصلاة, فان قلت الصلاة مفرد فكيف يوصف بالخمس, قلت هي للجنس فيحتمل التعدد قوله - ((هذا الشهر)) -أي شهر رمضان- ((من السنة)) - أي من كل سنة إذ اللام للعموم, و- ((هذا الشهر)) - الإشارة فيه لنوع هذا الشهر لا لشخص ذلك الشهر بعينه, قوله - ((على فقرائنا)) - فإن قلت أصناف المصرف ثمانية لا تنحصر على الفقراء, قلت ذكرهم باعتبار أنهم أغلب من سائر الأصناف أو لأنه في مقابلة ذكر الأغنياء. قوله - ((آمنت)) - فان قلت من أين عرف حقيقة كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وصدق رسالته إذ لا معجزة فيما جرى من هذه القصة وهذه الأيمان لا تفيد إلا تأكيدا وتقريرا, قلت الرجل كان مؤمنا عارفا بنبوته عالما بمعجزته قبل الوفود ولهذا ما سأل إلا عن تعميم الرسالة إلى جميع الناس وعن شرائع الإسلام. فان قلت فلم ما ذكر الحج, قلت إما لأنه قبل فرضية الحج وإما لأنه لم يكن من أهل الاستطاعة له, قوله - ((من ورائي)) -بفتح الميم وجاز تنوين الرسول وكسر الميم و- ((من قومي)) - بيان له, قوله- ((وأنا ضمام)) - فائدة ذكره بيان شرف إيمانه لأنه من المشاهير أو لأن إيمانه سبب إيمان قومه وضم إليه أخو بني سعد تتميما لبيان شرفه, قوله - ((بني سعد)) - أي ابن بكر ابن هوازن وهم أظئار رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي العرب سعود القبائل شتى منها سعد تميم وسعد هديل وسعد قيس وسعد بكر هذا وفي المثل بكل واد بنو سعد, القاضي عياض: أن هذا الرجل لم يأت إلا بعد إسلامه وإنما جاء مستثبتا ومشافها للنبي صلى الله عليه وسلم, قال الشيخ ابن الصلاح:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015