جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ
2397 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ ابْنَ أُخْتِي إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ فَقُلْتُ يَا خَالَةُ مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ قَالَتْ الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَلْبَانِهِمْ فَيَسْقِينَا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الصفة على المحل نحو يا زيد العاقل بنصب العاقل. قوله (لجارتها) متعلق بمحذوف أي لا تحقرن جارة هدية مهداة لجارتها بالغ فيها حتى ذكر أحقر الأشياء من أبغض البغيضين إذا حمل الجارة على الضرة و (الفرسن) بكسر الفاء والسين من البعير بمنزلة الحافر من الدابة والظلف من الغنم والقدم من الإنسان وربما يستعار للشاة وهذا النهي للمعطية المهدية أي لا تمتنع جارة من الهدية لجارتها لاستقلالها واحتقارها الموجود عندها بل تجود عندها بل تجود بما تيسر وإن كان قليلاً كفرسن شاة فهو خير من العدم، ويحتمل أن يكون نهيا للمعطاة عن الاحتقار. قوله (عبد العزيز الأويسي) بضم الهمزة وفتح الواو وسكون التحتانية وبالمهملة و (عبد العزيز بن أبي حاز) بالمهملة واسمه سلمة بن دينار و (يزيد) من الزيادة (ابن رومان) بضم الراء وبالنون مر في فضل مكة. قوله (ثلاثة أهلة في شهرين) يعني تكمل الشهرين وتنظر إلى هلاك الثالث و (يعيشكم) من التعييش وفي بعضها يعيشكم من التعشية و (الأسودان) من باب التغليب إذا الماء ليس أسود و (منائح) جمع المنيحة وهي كالعطية لفظاً ومعنى وهي ناقة أو شاة تعطيها غيرك ليحلبها ثم يردها عليك وقد تكون المنيحة عطية للرقبة بمنافعها مؤبدة مثل الهبة و (يمنحون) بفتح النون وكسرها من المنح وهو العطاء. قال المهلب: في حديث أبي هريرة الحض على التهادي والمتاحفة ولو باليسير لما فيه من استجلاب المودة وإزالة العداوة