فَدَخَلَ بِهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنْ الْمُلُوكِ أَوْ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ فَقِيلَ دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بِامْرَأَةٍ هِيَ مِنْ أَحْسَنِ النِّسَاءِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ مَنْ هَذِهِ الَّتِي مَعَكَ قَالَ أُخْتِي ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا فَقَالَ لَا تُكَذِّبِي حَدِيثِي فَإِنِّي أَخْبَرْتُهُمْ أَنَّكِ أُخْتِي وَاللَّهِ إِنْ عَلَى الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ فَقَامَ إِلَيْهَا فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي فَقَالَتْ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ قَالَ الْأَعْرَجُ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أراد أنها أخته من الدين «إنما المؤمنون إخوة» أو أراد بها واحدة منهم. قال في الكشاف في قوله تعالى «يا أخت هارون» وإنما قيل: أخت هارون، كما يقال: يا أخا همدان أي يا واحد منهم والتزم أهون الضررين دفعا لأعظمهما, وقال الفقهاء لو طالب وديعة لإنسان ليأخذها غصبا وجب الإنكار عليه والكذب في أنه لا يعلم موضعها, فإن قلت ما الفائدة في كونها أختا إذ الظالم يريدها أختا أو زوجة أو غيرهما؟ قلت قيل كان من ديدن هذا الجبار أو من دأبه أن لا يتعرض إلا لذوات الأزواج أو أراد أنه إن علم ذلك ألزمني بالطلاق أو قصد قتلى حرصا عليها, الخطابي., فيه أن من قال لامرأته أنت أختي ولا يريد طلاقها لا يكون ظاهرا, ((إن على الأرض)) إن هي النافية وفي بعضها ((غيرك)) بالرفع بدلا عن المحل وفي بعضها ((من مؤمن)) بكلمة من الموصولة وصدر صلنها محذوف. قوله ((إن كنت)) شرط مدخول إن كونه مشكوكا فيه والإيمان مقطوع به. قلته لكنها ذكرته على سبيل الفرض هضما لنفسها, قوله ((فغظ)) أي أخذ مجرى نفسه حتى سمع له غطيط, يقال غط المخنوق إذا سمع غطيطه و ((ركض برجله)) أي حركها وضربها على الأرض, قوله ((يقل)) في بعضها يقال, فإن قلت ما وجهه إذ الظاهر وجوب الجزم فيه؟ قلت إما أن الألف حصلت من إشباع الفتحة وإما أنه كقوله تعالى «أينما تكونوا يدرككم الموت» على قراءة الرفع. قال الزمخشري: قيل هو بتقدير الفاء ويجوز أ، يقال حمل على ما يقع موقع أينما تكونوا وهو أينما كنتم كما حمل ولا باعث على ما يقع موقع مصلحين وهو بمصلحين في قول الشاعر:
وما تيم ليسوا مصلحين عشيرة ولا باعث إلا بشؤم عرابها