بَاب بَيْعِ الثِّمَارِ قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ صَلَاحُهَا

وَقَالَ اللَّيْثُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ كَانَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّاسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَبَايَعُونَ الثِّمَارَ فَإِذَا جَدَّ النَّاسُ وَحَضَرَ تَقَاضِيهِمْ قَالَ الْمُبْتَاعُ إِنَّهُ أَصَابَ الثَّمَرَ الدُّمَانُ أَصَابَهُ مُرَاضٌ أَصَابَهُ قُشَامٌ عَاهَاتٌ يَحْتَجُّونَ بِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا كَثُرَتْ عِنْدَهُ الْخُصُومَةُ فِي ذَلِكَ فَإِمَّا لَا فَلَا تَتَبَايَعُوا حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُ الثَّمَرِ كَالْمَشُورَةِ يُشِيرُ بِهَا

ـــــــــــــــــــــــــــــ

قلت غرضه بيان أنها مشتقة من عروت إذا أتيت وترددت إليه لا من العري الذي بمعنى الذي بمعنى التجرد وتقدم وجوه اشتقاقها وتسميتها بها أول الباب أو يقال المقصود معلوم من المبحث وهو اشتراء عريا بالتمر به لم يتعرض له ((باب بيع القبل أن يبدو صلاحها)) قوله ((يبدو)) وبدو الصلاح هو أن يصير إلى الصفقة التي يطلب كونه على تلك الصفة وهو بظهور النضج والحلاوة وبزوال العفونة وبالنمو واللين وبالتلون وبطيب الأكل وقيل هو بطلوع الثريا وهما متلازمان قوله ((أبو الزناد)) يكسر الزاي وخفة النون ((وجد الناس)) أي قطعوا ثمارهم ((والدمان)) بفتح المهملة وخفة الميم وبالنون وقيل بضمها بمعنى هو سواد يصيب النخل و ((المراض)) بضم الميم سرها آفة وقيل هو اسم لو هو على وزن فغالبا كالصداع والسعال والزكام وأما ((القشام)) بضم القاف وخفة المعجمة ينتقص ثمرة النخل قبل أن تصير بلحا وقشام المائدة ما نقص مما بقى منها مما لا خير فيه. قوله ((أصابه)) بالباء بدل من أصابه ثانيا وهو بدل من الأول و ((عاهات)) أي آفات وهو خبر للمبتدأ المحذوف أي هذه الأمور الثلاثة عاهات وجمع لفظ يحتجون نظرا إلى أن لفظ المبتاع جنس صالح للقيل والكثير, قوله ((فا مالا)) أصله فإن لا يتركوا هذه المبايعة فزيد كلمة ما للتوكيد فأدغم النون في الميم وحذف الفعل وتجوز الإمالة لتضمنها الجملة وإلا فالقياس أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015