وَقَالَ مَطَرٌ لَا بَاسَ بِهِ وَمَا ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا بِحَقٍّ ثُمَّ تَلَا
{وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}
وَالْفُلْكُ السُّفُنُ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ سَوَاءٌ وَقَالَ مُجَاهِدٌ تَمْخَرُ السُّفُنُ الرِّيحَ وَلَا تَمْخَرُ الرِّيحَ مِنْ السُّفُنِ إِلَّا الْفُلْكُ الْعِظَامُ
وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ خَرَجَ إِلَى الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ وَسَاقَ الْحَدِيثَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
به أن يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله وزجرا لغيره فإن من دون أبي موسى إذا بلغته هذه القضية وأراد وضع حديث خاف من مثل قضية أبي موسى فامتنع منه, قوله {مطر} الظاهر أنه ابن الفضل المروزي شيخ البخاري و {به} أي بالبحر لأجل التجارة و {إلا بحق} نحو ابتغاء الفضل وهو عام للتجارة وغيرها ومقصوده أن الركوب البحر لم يذكر في القرآن مذموما, قوله {وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله} هكذا في سورة فاطر وأما في سورة النحل «وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا» بتأخير فيه عن مواخر وبزيادة الواو في «ولتبتغوا» الجوهري: مخرت السفينة إذا جرت مع صوت ومنه قوله تعالى: «مواخر» يعني جواري, الزمخشري: مواخر أي شواق للماء يجريها قوله {الفلك السفن} أي المراد من الفلك في الآية الجمع بدليل المواخر و {سواء} يحتمل أن يراد به أنه يستعمل مفردا كقفل وجمعا كأسد جمع الأسد وأنه لفظ مفرد يطلق على الواحد وعلى الجمع قوله {تمخر السفن} بالرفع و {الريح} بالنصب وفي بعضها {من الريح} فهو نحو قد كان من مطر أو من للتبعيض {ولا تمخر الريح} بالنصب ومن السفن صفة لشيء محذوف أي لا تمخر الريح شيء من السفن {إلا الفلك العظام} وهو بالرفع يدل عن شيء ويجوز فيهما النصب فإن قلت كل السفن مواخر للريح قلت أثر الشق في العظام أكثر, قوله {جعفر بن ربيعة} بفتح الراء و {عبد الرحمن بن هرمز} بضم الهاء والميم وسكون الراء بينهما {وساق الحديث} إلى آخره وهو مذكور بطوله في باب