نَسُوا وَكَانَ يَشْغَلُ إِخْوَتِي مِنْ الْأَنْصَارِ عَمَلُ أَمْوَالِهِمْ وَكُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا مِنْ مَسَاكِينِ الصُّفَّةِ أَعِي حِينَ يَنْسَوْنَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثٍ يُحَدِّثُهُ إِنَّهُ لَنْ يَبْسُطَ أَحَدٌ ثَوْبَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي هَذِهِ ثُمَّ يَجْمَعَ إِلَيْهِ ثَوْبَهُ إِلَّا وَعَى مَا أَقُولُ فَبَسَطْتُ نَمِرَةً عَلَيَّ حَتَّى إِذَا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ جَمَعْتُهَا إِلَى صَدْرِي فَمَا نَسِيتُ مِنْ مَقَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ مِنْ شَيْءٍ
1922 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أنكر أمره واستغرب شأنه, قوله {على ملء بطني} أي مقتنعا بالقوت والمراد بعمل أموالهم الزراعة و {الصفة} أي صفة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت منزل غرباء فقراء الصحابة أي لم يكن لي غيبة واشتغال لا بالتجارة ولا بالزراعة, قوله {أعمى} أي أحفظ فإن قلت هو حال عن فاعل كنت والحال مقارن له فكيف يكون هو ماضيا وهذا مستقبلا؟ قلت: هو استئناف مع أنه لو كان حالا لصح لأن المضارع يكون لحكاية الحال الماضية فإن قلت لم اختصر في حق الأنصار بهذا وترك ذكر {أشهد إذا غابوا} قلت إما أن غيبة الأنصار كانت أقل وكيف لا والمدينة بلدهم ومسكنهم ووقت الزراعة وقت معلوم فلم يعتد بغيبتهم لقلتها وإما أن هذا عام للطائفتين كما أن «أشهد إذا غابو وأحفظ إذا نسوا» يعم بأن يقدرا في قضية الأنصار أيضا بقرينة السياق وسائر الروايات المعممة كما مر في باب حفظ العلم قوله {نمرة} أي كساء ملونا ولعله أخذ من النمر لما فيه من سواد وبياض, وفيه فضيلة أبي هريرة وكان حافظ الأمة وفيه أن الاشتغال بالدنيا وتحصيل العلم قلما يجتمعان فإن قلت, فإذا كان أبو هريرة أكثر أخذا للعلم وأزهد فهو أفضل من غيره لأن الفضيلة ليست إلا بالعلم والعمل قلت لا يلزم من أكثرية الأخذ كونه أعلم ولا من اشتغالهم عدم زهدهم مع أن الأفضلية معناها أكثرية الثواب