أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَمَا زَالَ حَتَّى قَالَ صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا فَقَالَ اقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ قَالَ إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ فَمَا زَالَ حَتَّى قَالَ فِي ثَلَاثٍ

بَاب صَوْمِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام

1857 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْمَكِّيَّ وَكَانَ شَاعِرًا وَكَانَ لَا يُتَّهَمُ فِي حَدِيثِهِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكَ لَتَصُومُ الدَّهْرَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ إِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ لَهُ الْعَيْنُ وَنَفِهَتْ لَهُ النَّفْسُ لَا صَامَ مَنْ صَامَ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

أبو هشام الضي الكوفي الفقيه الأعمى مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة, قوله {اقرأ} بلفظ الأمر {وفي ثلاث} أي ثلاث ليال والمستحب أن لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاثة أيام, قال النووي: اختلف عادات السلف في وظائف القراءة فكان بعضهم يختم في كل شهر وهو أقله وأما أكثره فثمان ختمات في يوم وليلة على ما بلغنا, قوله {حبيب} ضد العدو {ابن ثابت} ضد الزائل أبو يحي الأسدي الكاهلي الأعور المفني المجتهد مات سنة تسعة عشرة ومائة , قوله {وكان لا يهتم} فائدة هذا الإشعار بأن كونه شاعرا لا يوجب اتهامه ولا ينافي صدقه وكيف وهو داخل تحت الاستثناء من قوله تعالى: «والشعراء يتبعهم الغاوون» لأنه كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا , قوله {هجمت} أي غارت لأجله عينك وضعف بصرها {ونهكت} أي ذبلت وهزلت وفي بعضها {نفهت} بفتح النون وكسر الفاء كلت وأعيت, التيمي: نهثت بالنون والمثلثة ولا أعرف هذه الكلمة وقد ورد في اللغة نهث الرجل بمعنى تنعل وهو بعيد أيضا , الخطابي: المعني أن المؤمن لم يتعبد بالصوم فقط حتى إذا اجتهد فيه كان قد قضى حق التعبد كله وإنما تعبد بالافراغ من العمل كالجهاد والحج فإن استفرغ جهده في الصوم فبلغ به حد عور العين وكلال البدن انقطعت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015