باب مَا يُكْرَهُ مِنَ النِّيَاحَةِ عَلَى الْمَيِّتِ

وَقَالَ عُمَرُ رضى الله عنه دَعْهُنَّ يَبْكِينَ عَلَى أَبِى سُلَيْمَانَ مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ أَوْ لَقْلَقَةٌ. وَالنَّقْعُ التُّرَابُ عَلَى الرَّاسِ، وَاللَّقْلَقَةُ الصَّوْتُ.

1217 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عَلِىِّ بْنِ رَبِيعَةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ رضى الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلّم يَقُولُ «إِنَّ كَذِباً عَلَىَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّا مَقْعَدَهُ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

بأن يقال جاز التعذيب بفعل الغير في الدنيا كقوله تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) وكذا في البرزخ وأما آية الوازرة فإنما هي في يوم القيامة فقط وهذان الوجهان أحسن الوجوه الثمانية في توجيه الحديث إذ في البواقي تكلف ما في لفظ الميت بأن يخصص بمن كانت النياحة سنته أو بالموصي أو بالراضي بها وإما في يعذب بأن يفسر بيحزن وإما في الباء بأن تجعل للظرفية التي هي خلاف المتبادر إلى الذهن وأما في البكاء بان يجعل مجازاً عن الأفعال المذكورة فيها فتأمل الأجوبة واحفظها فإن أمثال هذا التحقيق من خواص هذا الكتاب شكر الله سعينا وحشرنا تحت لواء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم (باب ما يكره من النياحة على الميت) أي كراهة التحريم و (أبو سليمان) هو خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي المسمى بسيف الله مات بحمص وأوصى إلى عمر رضي الله عنهما وبلغ عمر أن نسوة من نساء بني المغيرة اجتمعن في دار يبكين على خالد فقال دعهن فإن قلت مر آنفاً أنه منع صهيباً من البكاء قلت كان زائداً على البكاء بقرينة واصحباه وقال محمد بن سلام لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتها على قبر خالد يعني حلقت رأسها و (اللقلقة) بفتح اللامين كل صوت في حركة واضطراب وقال أبو عبيد هي شدة الصوت. قوله (سعيد بن عبيد) مصغر ضد الحر الطائي مر في باب أثم من لم يتم الصفوف و (على بن ربيعة) بفتح الراء الوالبي بكسر اللام وبالموحدة الأسدي و (المغيرة) بكسر الميم وضمها والرجال كلهم كوفيون قوله (على أحد) أي غيري فإن قلت: الكذب على غيره أيضاً معصية (ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالداً) قلت: الكذب عليه كبيرة لأنها على الصحيح ما توعد الشارع عليه بخصوصه وهذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015