1212 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ وَمُحَمَّدٌ قَالاَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِى عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ - رضى الله عنهما قَالَ أَرْسَلَتِ ابْنَةُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلّم إِلَيْهِ إِنَّ ابْناً لِى قُبِضَ فَائْتِنَا. فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلاَمَ وَيَقُولُ «إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ». فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَاتِيَنَّهَا، فَقَامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَىُّ بْنُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كما قالت أي فهو يرخص في عدم العذاب و (الكفل) النصيب وهو أيضاً دليل على أن الميت يعذب بنياحية أهله إذا كان هو ينوح في حياته لنه سن النياحة في أهله والحاصل أن المراد بالبكاء المعذب به الذي معه النوح ثم إنه أراد الجمع بين ما يدل على ان الشخص لا يعذب بفعل غيره وبين ما يدل على نقيضه فقال يعذب إذا كان هو الفاعل لذلك في حياته لنه فعله فصار سنة لأهله وكأنه هو السبب لذلك حيث سنه وعلمهم ذلك ولا يعذب إذا لم يفعل ذلك ولم يكن من طريقته قال ابن بطال: اختلفوا في معنى يعذب الميت ببكاء أهله عليه فقيل معناه أن يوصي الميت بذلك فيعذب حينئذ بفعل نفسه لا بفعل غيره وإليه ذهب البخاري حيث قال إذا كان النوح من سننه وقيل هو أن يمدح الميت في البكاء بما كان يمدح به أهل الجاهلية من القتل والغارات وغيرها من الأفعال التي هي عند الله ذنوب وهم يمدحونه بها في البكاء وهو يعذب بذلك وقيل معناه أنه يحزن ببكاء أهله أي يسوءه ما يكره أقاربه وقد روى (أن أعمالكم تعرض على أقربائكم من موتاكم فإن رأوا خيراً فرحوا به وإن رأوا سيئاً كرهوه) فعلى هذا التوجيه التعذيب من الحي له لا من الله تعالى وقال كل حديث أتى فيه النهي عن البكاء فمعناه النياحة. قوله (عبدان) بفتح المهملة وسكون الموحدة وبالمهملة عبد الله و (محمد) أي ابن مقاتل المروزيان و (عبد الله) أي ابن المبارك و (عاصم) أي الأحول و (أبو عثمان) أي عبد الرحمن بن مل النهدي بفتح النون مر في باب الصلاة كفارة و (أسامة) في باب إسباغ الوضوء. قوله (لتحستب) أي لتجعل الولد في حسابها لله راضية نفسها بحكمه قائلة إنا لله وإنا إليه راجعون و (سعد بن عبادة) بضم المهملة وخفة الموحدة الخزرجي كان