وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّى، كُفِّنَ فِى بُرْدَةٍ، إِنْ غُطِّىَ رَاسُهُ بَدَتْ رِجْلاَهُ، وَإِنْ غُطِّىَ رِجْلاَهُ بَدَا رَاسُهُ وَأُرَاهُ قَالَ وَقُتِلَ حَمْزَةُ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّى، ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنَ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ - أَوْ قَالَ أُعْطِينَا مِنَ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا - وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا، ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِى حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ.
1205 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ حَدَّثَنَا شَقِيقٌ حَدَّثَنَا خَبَّابٌ - رضى الله عنه - قَالَ هَاجَرْنَا مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلّم نَلْتَمِسُ وَجْهَ اللَّهِ، فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَاتَ لَمْ يَاكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئاً مِنْهُمْ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يوم أحد شهيداً. قوله (خير مني) فإن قلت عبد الرحمن من العشرة المبشرة فكيف يكون مصعب خيراً منه قلت قاله تواضعاً وهضماً لنفسه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (لا تفضلوني على يونس ابن متي). قوله (حمزة) ابن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأخوه من الرضاعة يقال له أسد الله وحين أسلم اعتز الإسلام بإسلامه استشهد يوم أحد وهو سيد الشهداء وفضائله كثيرة. قوله (أراه) أي أظنه (وترك الطعام) أي في وقت الإفطار قال ابن بطال إنما استحب صلى الله عليه وسلّم له التكفين في تلك البردة لأنه قتل فيها وفيها يبعث وفي ذكر عبد الرحمن حالهما وحال نفسه دلالة أن العالم ينبغي له أن يذكر سير الصالحين وتقللهم من الدنيا لنقل رغبته فيها وإنما كان يبكي شفقة أن لا يلحق بمن تقدمه وحزناً على تأخره عنهم وفيه أنه ينبغي المرء أن يتذكر نعم الله ويعترف بالتقصير عن أداء شكرها ويتخوف أن يتقاص بها في الآخرة ويذهب بتنعمه فيها (باب إذا لم يجد كفناً إلا ما يواري رأسه) قوله (شقيق) بفتح المعجمة وبالقافين و (خباب) بإعجام المفتوحة وشدة الموحدة الأولى ابن الأرت مر في باب رفع البصر إلى الإمام. قوله