إِنْ كَانَ تَهَيَّأَ الْفَتْحُ وَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الصَّلَاةِ صَلَّوْا إِيمَاءً كُلُّ امْرِئٍ لِنَفْسِهِ فَإِنْ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الْإِيمَاءِ أَخَّرُوا الصَّلَاةَ حَتَّى يَنْكَشِفَ الْقِتَالُ أَوْ يَامَنُوا فَيُصَلُّوا رَكْعَتَيْنِ فَإِنْ لَمْ يَقْدِرُوا صَلَّوْا رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ فَإِنْ لَمْ يَقْدِرُوا لَا يُجْزِئُهُمْ التَّكْبِيرُ وَيُؤَخِّرُوهَا حَتَّى يَامَنُوا وَبِهِ قَالَ مَكْحُولٌ وَقَالَ أَنَسٌ حَضَرْتُ عِنْدَ مُنَاهَضَةِ حِصْنِ تُسْتَرَ عِنْدَ إِضَاءَةِ الْفَجْرِ وَاشْتَدَّ اشْتِعَالُ الْقِتَالِ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الصَّلَاةِ فَلَمْ نُصَلِّ إِلَّا بَعْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ فَصَلَّيْنَاهَا وَنَحْنُ مَعَ أَبِي مُوسَى فَفُتِحَ لَنَا وَقَالَ أَنَسٌ وَمَا يَسُرُّنِي بِتِلْكَ الصَّلَاةِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
904 - حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ناهضته أي قاومته وتناهض القوم في الحرب إذا نهض كل فريق إلى صاحبه, قوله ((على الصلاة)) أي على إتمامها أركانا وأفعالا ((صلوا إيماء)) أي مؤمئين و ((كل امرئ لنفسه)) أي منفردين بدون الجماعة, قوله ((أو يأمنوا)) فإن قلت الأمن هو بالانكشاف فكيف كان قسيمه, قلت قد ينكشف ولا يحصل الأمن لخوف المعاودة وقد يأمن لزيادة القوة واتصال المدد مثلا ولم يكن منكشفا بعد, قوله ((فإن لم يقدروا)) فإن قلت هذا يتعقب على الأمن أو الانكشاف فلم لا يقدرون عليه؟ قلت هذا لبيان الصلاة بالإيمان وتفصيل لما أجمله يعني يصلون ركعتين بإيماء فإن لم يقدروا على ذلك صلوا ركعة وسجدتين بالإيماء فإن لم يقدروا على الإيماء لا يجزئهم التكبير و ((مكحول)) بفتح الميم فقيه الشام التابعي أبو عبد الله الكاملي مات سنة ثمان عشرة ومائة ولفظ «وبه قال» يحتمل أن يكون من تتمة الكلام الأوزاعي وأن يكون تعليقا من البخاري, قوله ((تستر)) بضم الفوقانية الأولى وفتح الثانية وسكون السين المهملة بينهما وبالراء ويقول لها الناس ششتر بالمعجمتين وفتح الفوقانية وهي مدينة مشهورة من كور الأهواز بخورستان وبها قبر البراء بن مالك أخي أنس بن مالك, قوله ((بتلك الصلاة)) الياء فيها للمقابلة والبدلية أي بدل تلك الصلاة ومقابلها, قوله ((يحيى)) أي ابن جعفر البخاري بالموحدة ونقط الخاء البيكندي