كتبه لستّ خلون من شهر ربيع الآخر سنة أربع وتسعين وسبعمائة محمد بن أحمد بن عليّ بن سليمان بن الرّكن المعرّي الشّافعي عفا الله عنه وعن أحبائه ووالديه وسائر المسلمين بمنّه وكرمه إنه عفوّ كريم ذو الفضل العظيم.
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده يا ربّ لك الحمد/ 245 و/ كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك فلك الحمد حتى ترضى.
اللهمّ صلّ وسلّم على محمد عبدك ورسولك وحبيبك وخليلك سيد المرسلين وإمام المتقين وقائد الغرّ المحجّلين وصفوة المنتخبين الذي أرسلته رحمة للعالمين وجعلته قدوة للعالمين العاملين وأنقذت به من الضّلالة وعلّمت به بعد الجهالة ورفعت به بعد الخمالة وفتحت به قلوبا غلفا وأعينا عميا وآذانا صمّا ورفعت قدره على جميع البرية وأيّدته بالمعجزات الباهرة والكرامات الجليّة وشرحت له صدره ووضعت عنه وزره ورفعت له ذكره حتى ينادى باسمه مع اسمك في جو السماء وأطلعته على ملكوت السماوات ليلة الإسراء وخصصته يوم القيامة بالشفاعة العظمى/ 245 ظ/ في أهل المحشر وهي المقام المحمود وأعطيته الكوثر وهو الخير الكثير الذي لا يحصى كثرة ومنه الحوض المورود وجعلته أكبر الوسائل إليك وأعظم الأنبياء والمرسلين قدرا وأجرا ومن سلّم عليه سلّمت عليه ومن صلّى عليه مرة واحدة صلّيت عليه بها عشرا ووعدته بأن تعطيه حتى يرضى وجعلت طاعته ومحبّته على جميع خلقك فرضا وجمعت له بين كلامك ورؤيتك ولم تجعل ذلك لأحد سواه وفضّلته على جميع خلقك وجعلت رضاك مقرونا برضاه وأحسنت خلقه وخلقه حتى كان الليل يضيء بنور طلعته وجعلت ريحه أطيب من