زمانه) (?).
أما ابن الجزري فقد نعته بالأستاذ العارف المحقّق الثقة المشهور وأنه كان شيخ العراق في زمانه: وبعد أن أفاض في سرد سيرته العلمية قال: (وكان ديّنا خيّرا صالحا ضابطا اعتنى بهذا الشأن أتمّ عناية وقرأ بما لم يقرأ به غيره في زمانه فلو قرئ عليه بما قرأ أو على صاحبه الشيخ على الدّيواني الواسطي لاتّصلت أكثر الكتب المنقطعة ولكن قصور الهمم أوجب العدم فلا قوّة إلا بالله وليتهم لو أدركوا ما بقي من اليسير من ذلك قبل أن يطلبوه فلا يجدوه) (?).
إنّ كلام ابن الجزري وتأسّفه ينبئان عن حرقته على كسل الناس الذين لم يهتبلوا فرصة وجود الواسطي بين ظهرانيهم لوصل أسانيد كتب القراءات المنقطعة في بعض طرقها وأسانيدها التي كان هذا العلم ابن بجدتها.
إنّ شهادات العلماء بحق الواسطي تترسّخ أكثر في أذهان الدارسين عند الاطلاع على مؤلّفه الكنز الذي كان بحقّ شهادة صدق مضافة إلى ما بيّنّاه عن مكانته العلمية. فهذا المؤلّف جاء سفرا لا شبيه له بين كتب القراءات العشر وهو مصدر اعتمد عليه المؤلفون في هذا المجال وشهد بحقه وأهميته العلماء.
ذكر ابن الجزرى وفاة الواسطي فقال: (توفّي رحمه الله ببغداد في العشرين من شوال أو القعدة سنة أربعين وسبعمائة ودفن بمقبرة الشّونيزيّة وشيّعه خلق كثير ولم يخلّف بعده بالعراق مثله) (?).
وذكر في النشر أيضا أن وفاة الواسطي كانت سنة 740 هـ (?).
وقال ابن حجر نقلا عن العفيف المطري (ومات في شوال سنة 741 هـ وقال