والإبل تواسع وتاسعة والقوم متسعون، فإذا زيد في الرعي يوم ووردت في اليوم العاشر فذلك الظمء العشر والإبل عواشر والقوم معشرون، فإذا بلغ العشر فلا ظمء فوق العشر يسمى إلا أنه يقال رعت عشرا وغبا وعشرا وربعا وكذلك إلى العشرين، فإذا بلغت عشر وعشرا فليس إلا الجزء والقوم مجزئون، قال أبو النجم:
وفارق الجزء ذوي التأبل
والأبالة الاجتزاء يقال ما تقطعت الأبالة عن الإبل بعد، قال بعض رجاز بني سعد [وهو إهاب بن عمير]
ظلت تولي الشمس في المقايل ... هواديا مفرعة الكواهل
وفارقتها بلة الأوابل
أي بلل في كروشها، والبلة يجدها الرجل في نفسه، والبلة في التراب، والبلة البقية من الندى في النبت أو في جلد الإنسان، قال العجاج:
كأن جلدات المخاض الأبال ... ينضحن في حافاته بالأبوال
وقال أبو ذؤيب:
به أبلت شهري ربيع كليهما ... فقد مار فيه نسؤها واقترارها
فإذا طلبت الإبل الماء من مسيرة يوم قيل طلقت الإبل طلقا والقوم مطلقون، فإذا طلبت لليلتين فالليلة الأولى طلق والثانية قرب، قال الراجز:
حرقها من النجيل أشهبه ... قد غر زيدا حوزه وقربه