عواقبه الحميدة في الدنيا قبل الآخرة. وهذا وجود الفتوة قال تعالى: { .. والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له .. } وفي هذا الجود قال الله تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها قمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين} فذكر المقامات الثلاثة في هذه الآية مقام العدل وأذن فيه ومقام الفضل وندب إليه ومقام الظلم وحرمه".
وقبل لبي علي الفضيل بن عياض - قدس الله روحه- ألا نأمر وننهى؟ فقال: إن قومًا أمرروا ونهوا فكفروا وذلك أنهم لم يصبروا على ما أصيبوا.
كما قال عبد الله بن المبارك:
فمن صبر فما أقل ما يصبر ... ومن جزع فما أقل ما يتمتع
سئل البطال: عن الشجاعة. قال: صبر ساعة. كما قيل:
فما هي إلا ساعة ثم تنقضي ... ويحمد غب السير من هو سائر
فما هي إلا ساعة ثم تنقضي ... ويذهب هذا كله ويزول
وقال غيره:
الدهر لا يبقى على حاله ... لكنه يقبل أو يدبر
فإن تلقاك بمكروهة ... فاصبر فإن الدهر لا يصبر
وقال يحيى بن معاذ الرازي -قدس الله روحه- عن الحسن البصري أنه قال: "ليس شيء على العبد أشد من الحلم عند الجهاد والصبر على الأذى"
وروى أبو بكر بن أحمد المروزي بسنده عن الحسن:
"ليس حسن الجوار كف الأذى، حسن الجوار الصبر على الأذى"
قال أبو داود سليمان بن الأشعث: قلت لأحمد -رحمه الله- يشتم الآمر بالمعروف؟ قال: يحتمل، من يريد أن يأمر وينهي لا يريد أن ينتصر بعد ذلك.
وسأله أبو طالب أحمد بن حميد فقال: إذا أمرته بمعروف فلم ينته؟ قال: دعه إن