توطين النفس على الصبر بدليل أن الله قرن الصبر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فمن آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في وصية لقمان السابق ذكرها -فينبغي - حينئذ - للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر إذا أوذي في عرضه أو بدنه أو ماله أن لا يحزن، ولا يصده ذلك عن نصرة دين الله - تعالى - وإقامة حدوده بل يثبت، فإن العاقبة له.
قال الله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}
فعزاهم وسلاهم بما نالهم يوم أحد من القتل والجراح، وحضهم على قتال عدوهم ونهاهم عن العجز والفشل وهو الجبن (ولا تهنوا) أي لا تضعفو ولا تجبنوا عن جهاد أعدائكم لما أصابكم (ولا تحزنوا) على ظهورهم ولا على ما أصابكم من الهزيمة والمصيبة. (وأنتم الأعلون) أي لكن تكون العاقبة بالنصر والظفر.
قال الله تعالى: { .. }
ثم قال سبحانه: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله} (أي إن كنتم قد أصابتكم جراح وقتل منكم طائفة فقد أصاب أعداءكم قريب من ذلك {وتلك الأيام نداولها بين الناس} أي نديل للأعداء عليكم تارة، وإن كانت العاقبة لكم، لما لنا في ذلك من الحكم ثم قال: {وليعلم الله الذين آمنوا} أي من يصبر على نيل العداء منه {ويتخذ منكم شهداء} يعني يقتلون في سبيل الله ويب 1 لون مهجهم في مرضاته {والله لا يحب الظالمين} {وليمحص الله الذين آمنوا} "أي يكفر عنهم من ذنوبهم إن كان لهم ذنوب، وإلا رفع في درجاتهم بحسب ما أصيبوا به قالوا: {ويمحق الكافرين} أي فإنهم إذا ظفروا بغوا وبطروا فيكون ذلك سبب دمارهم وهلاكهم.
قال الله تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين}