من صدقة أفضل من كلمة حق عند إمام جائز.
ثم استدل لذلك بما روى أبو عبد الله الحاكم وغيره من حديث جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام فأمره ونهاه في ذات الله فقتله على ذلك قال الحاكم: صحيح الإسناد.
وقد سند في الباب الأول من رواية الإمام أحمد، والبيهقي، وابن أبي الدنيا من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له: إنك ظالم فقد تودع منهم".
قوله (تودع منهم) أي تودع الخير منهم.
ثم يستدل لذلك بما روى أحمد، والترمذي، من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يمنعن أحدكم هيبة أن يقول في حق إذا رآه أو شهده أو سمعه قال: وقال أبو سعيد: وددت أني لم أسمعه هذا لفظ أحمد.
وللترمذي قال -: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام خطيبًا فكان فيما قال: "ألا لا يمنعن أحدكم هيبة أن يقول (الحق) إذا علمه". قال: فبكى أبو سعيد، وقال: "والله قد رأينا شيئًا فهبنا".
ورواه ابن أبي الدنيا ولفظه: "لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بحق إذا علمه".
وفي رواية: إذا علمه أو رآه أو سمعه.
قال أبو سعيد: "فما زال البلاء بنا حتى قصرنا".
ورواه - أيضًا - من طريق ابن ماجه وزاد (إنا لنبلغ في السر) ولفظه: "لا يمنعن أحدكم أن يقول في الحق إذا رآه أو علمه".