النهار في ساعة واحدة فقام مائة واثنا عشر رجلاً من عباد بني إسرائيل فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوهم جميعًا من آخر النهار في ذلك اليوم وهم الذين ذكر الله -عز وجل- قصتهم-) ورواه الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم بسنده، عن أبي عبيدة -أيضًا- قال: قلت: يا رسول الله- أي الناس (أِد) عذابًا يوم القيامة؟ قال: (رجل قتل نبيًا أو أمر بالمنكر ونهى عن المعروف) فذكر نحوه. وكذلك رواه محمد بن جرير الطبري، وغيره.
وفي الآية الكريمة: دليل صريح على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان واجبًا في الأمم المتقدمة، إذ هو فائدة الرسالة. والله أعلم.
وروى الشيخ عبد الله بن محمد بن حيان من حديث جابر بن (عبد) الله -رضي الله عنهما- قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال في خطبته: (يا أيها الناس إنه لا ينبغي لأولياء الله من أهل دار الخلوة الذين لها سعيهم وفيها رغبتهم أن يكونوا أولياء الشيطان للذين من أهل دار الغرور الذين لها سعيهم وفيها رغبتهم).
هم أشد لها اتباعًا وتعظيمًا لأمورهم أولياء الله في زيهم وفي دينهم فبئس القوم لا يدينون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبئس القوم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، وبئس القوم قوم يخيفون من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر. وبئس القوم قوم لا يقومون لله بالقسط وبئس القوم قوم يعمل فيهم المعاصي ثم لا يغيرون. فويل للذين يجاهرون بالمعاصي ويستحلون المحارم والشبهات والشهوات. فقيل: يا رسول الله- أي الناس أكبس؟ قال الذين سوء الحساب والمقايسة بالأعمال إذا بعث الناس يوم القيامة بعثوا في ظلمة إلا من جعل الله (له) نورًا فنوره يسعى بين يديه فيأخذ به. {وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين}.
وروى ابن أبي الدنيا -بسنده- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال: -صلى الله عليه وسلم-: أتدرون (ممن) الخوف على أمتي من بعدي رجل فاجر ولي أمرهم فعمل بغير ما أنزل الله وأعانه على ذلك أهل الجفاء والفجور (ففرق ملأهم) وأخافهم أن يقوموا بالحق.