عنه-: (المؤمن للمؤمن كاليدين تنقي إحداهما الأخرى) وروى أبو منصور الديلمي -في مسند الفردوس من حديث أنس مرفوعًا: (مثل الأخوين إذا التقيا مثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى).
ورواه -الحافظ ابن مردويه- في الأمثال- من حديث علي -رضي الله عنه- قال المحققون: إنما شيههما باليدين لا باليد والرجل، لأنهما يتعاونان على غرض واحد، فكذا الإخوان إنما ثمر أخوتهما إذا توافقا في مقصد واحد، فهما من وجه كالشخص الواحد. والله أعلم.
ثم يتأكد الذم والوعيد لمن أهان الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وصدهم عن ذلك.
لقوله -تعالى- {إن الذين يكفرون بئايت الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس قبشرهم بعذاب أليم أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين} فذكر -سبحانه- الذين يأمرون بالقسط من الناس بعد الأنبياء في الترتيب لأنهم أتباع الرسل وخلفاؤهم فإن الله -تعالى- ما بعث نبيًا إلا ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وما ينزل عيسى من السماء إلا ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وذلك وظيفة الأنبياء وشعار الأتقياء.
وقد روى الشيخ أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي -في كتاب الحجة- من طريق بقية بن الوليد، عن عبد الله بن نعيم، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان مولى النبي -صلى الله عليه وسلم-
قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فهو خليفة الله في أرضه وخليفة كتابه ورسوله قال العلماء وإنما كان ذلك لأن الأنبياء -صلوات الله عليهم- بعثوا بإنكار المنكرات وتغييرها، وتلك وظيفتهم التي جاءوا بها فمن تبعهم وأنكر كان نائبًا عنهم في هذا الأمر العظيم، ومنزلته على منزلتهم من أجل ذلك هذا الخطب الجسيم).
كما قال الحسن -رحمة الله عليه- تدل هذه الآية على أن القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تلي منزلته منزلة الأنبياء في العظم فلذا جاء توبيخ من عاندهم في هذه