قوله: (لتحاضن) أي ليحضن بعضكم بعضًا على الخير.
وفي كتاب الزهد والرقائق لابن المبارك بسنده عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: يذهب الصالحون ويبقى أهل الريب. قالوا: يا عبد الله ومن أهل الريب؟ قال: قوم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر.
وفيه بسنده عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي. قال حدثنا أسيد بن عبد الرحمن عن العلاء بن زياد -رحمة الله عليه- قال: إنكم في زمان أقلكم من ذهب عشر دينه، وإن بعدكم زمانًا أقلكم من يبقى عشر دينه.
وفي شعب الإيمان للبيهقي من حديث أبي جحيفة عن علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- أنه قال: الجهاد ثلاثة: جهاد بيد وجهاد بلسان وجهاد بقلب، فأول ما يغلب عليه من الجهاد جهاد اليد ثم جهاد اللسان فإذا كان القلب لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا نكس فجعل أعلاه أسفله.
وروى ابن أبي الدنيا بسنده عن أبي شريح الخزاعي، قال: خرج علينا حذيفة بن اليمان. وقال أتاكم الخير. قلنا وما ذاك؟ قال هلك عثمان -قلنا- هلكنا والله إذا. قال إنكم لن تهلكوا إنما تهلكون إذا لم يعرف لذي شيبة شيبته. ولا لذي سنن سنه. وصرتم تمشون على الركبات كأنكم يعاقيب حجل لا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر.
وفي الترغيب والترهيب -لأبي القاسم الأصبهاني- بسنده -عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رجلاً قال له إني لأعمل بأعمال البر كلها إلا في خصلتين: قال: وما هما؟ قال: لا آمر بالمعروف ولا أنهى عن المنكر. فقال له (عمر): لقد طمست سمهمين من سهام الإسلام إن شاء عذبك وإن شاء غفر لك.
وفي كتاب الزهد للإمام أحمد -رحمة الله عليه- بسنده، عن بلال بن سعد بن تميم الأشعري -رحمة الله عليه- قال: (إن الخطيئة إذا أخفيت لم تضر إلا عاملها، وإذا ظهرت ولم تغير ضرت العامة).
ورواه ابن المبارك -في الزهد والرقائق- ولفظة: (إن المعصية إذا أخفيت لم تضر إلا