رابعا: قلت في الصفحة (37) من رسالتي في فصل التعريف بالكتاب:
«ونخلص من ذلك إلى أن كناش أبي الفداء يقوم على الجمع والاصطفاء ... فجاء الكتاب شاملا لجميع الأبواب النحوية والصرفية والإملائية» (?).
وذكروا في الصفحة (م) فصل (الكناش) ما نصه: «وبهذا كله تتضح أهمية الكناش في النحو والصرف من كونه جامعا مسائل النحو والصرف».
والعجيب أنه في الصفحة السابقة (ل) قالوا: استطاع الملك المؤيد أن يجمع في هذا الكتاب أهم مسائل النحو والتصريف وفرق كبير بين «جامعا» و «أهم» إنهم غير واعين لما يكتبون، لأن ما يهمهم هو كيف يعيدون كلامنا بأسلوب مغاير لتراكيبنا.
خامسا: قلت في توثيق نسبة الكتاب إلى أبي الفداء وذلك عند الرقم (1) ما لفظه: «أن عددا من المصادر قد ذكرت أن أبا الفداء صنف كتاب الكناش، ووصفت هذه المصادر هذا الكتاب بأنه يقع في مجلدات كثيرة»، وسردت في الهامش المصادر التي ذكرت ذلك، فقالوا في صفحة (ط) ابتداء بلا مقدمة: «أجمع أكثر الذين ترجموا للملك المؤيد على أن له كتابا في مجلدات كثيرة اسمه الكناش في العلوم من النحو وغيره»، وسردوا في الهامش المصادر التي ذكرتها، وقلت بعد ذلك عند الرقم (2):
«أنه قد كتب على الورقة الأولى من المخطوطة: أن هذا الكتاب الكناش للملك المؤيد ... إلخ، فقالوا أيضا بعد ذلك في
الصفحة نفسها (ط): وقد كتب على غلافه الأول: كتاب الكناش ... إلخ.
ومن كل ما قدمناه نتبين كيف نهبت الفئة الباغية هذه الرسالة، فالأدلّة كما يرى القارئ كثيرة وكل دليل يحمل في طياته أدلة تنبئ أن القوم أغاروا على الرسالة سلبا ونهبا، ونسوا أن حقوق العباد لا تغتفر فليتمتّعوا بمجد زائف وظلّ زائل وعند الله لا تضيع الودائع.
ومما يؤسف له أنهم أساتذة في جامعات معتبرة لها شهرة طيبة ومكانة بارزة بين الجامعات.