فمما كتب على الأصل المذكور نحو: ره زيدا، وقه زيدا بالهاء، لأنّك إذا وقفت قلت: ره وقه بالهاء.
ومنه: (?) أنّهم كتبوا ما الاستفهامية في قولك: مه أنت ومجيء مه جئت بالهاء لأنّه يوقف عليه بالهاء بخلاف «ما» في حتّام وإلام وعلام؟ فإنّه لا يكتب بالهاء إلّا إذا قصد الوقوف عليها بالهاء كما سيذكر وإنما لم تكتب «ما» بالهاء في حتّام لشدة الاتّصال بحرف الجرّ فصارت «ما» كأنها جزء مما قبلها، ويدلّ على ذلك أنّ الياء في حتّام وإلام وعلام كتبت ألفا مع ما الاستفهامية المجرورة المذكورة لأنّ هذه الألف في الوسط حينئذ.
ومنه: (?) أنهم كتبوا من ما وعن ما: ممّ (?) وعمّ، بغير نون لشدّة الاتصال بالحرف فإنّ قصد في «ما» الاستفهاميّة المجرورة بحتّى وأخواتها أن يوقف عليها بالهاء كتبت الهاء متصلة مع ميم ما، وجاز حينئذ أن لا ترجع الياء في باب حتّى ولا النون في من وعن، بل تبقى الألف ثابتة مع الهاء كما كانت في حتّام بغير هاء لعدم الاعتداد بالهاء كقولك: حتّامه وإلامه وعلامه وممّه وعمّه، وجاز أن يعتدّ بالهاء فترجع الألف إلى أصلها في حتّى وإلى وعلى، وتثبت النون في من وعن فنقول على ذلك: حتّى مه وإلى مه وعلى مه وممّن مه وعمّن مه (?).
ومنه: (?) أنّهم كتبوا أنا زيد بالألف لأنّه يوقف على أنا بالألف ومن قال: أنه في الوقف كتبه أنه زيد بالهاء، وكذلك كتب قوله تعالى: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ (?) بالألف فيمن وقف على أنا بالألف، والهاء فيمن وقف بالهاء، إذ أصله لكن/ أنا هو الله، فحذفت الهمزة وأدغمت نون لكن في نون أنا بقي لكنّا (?).