إدغام المقارب في مقاربه بدون القلب، لأنّ الإدغام يصيّر الحرفين كحرف واحد، ليحصل النطق بهما دفعة واحدة، وذلك مع اختلاف الحرفين محال، لأنّ لكلّ حرف منهما مخرجا غير الآخر، فلذلك وجب قلب الأول وتسكينه إن كان متحركا ثمّ إدغامه كما إذا أردت إدغام الدّال في السين في قوله تعالى: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ (?) قلبت الدّال سينا وأسكنتها ثمّ أدغمتها في السين وقلت: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ وكذلك التاء في الطّاء في قوله تعالى: وَقالَتْ طائِفَةٌ (?) والمتقاربان (?) حكمهما في الاتصال والانفصال كحكم المتماثلين فالمتصلان/ ما كانا في كلمة واحدة والمنفصلان ما كانا في كلمتين، فإن التقى المتقاربان في كلمة واحدة نظر فإن كان إدغامهما مما يؤدي إلى لبس لم يجز الإدغام نحو: كنية فلا يقال: كيّة بإدغام النون في الياء لئلا يلتبس فيظنّ أنه من مضاعف الياء، وكذلك لا يقال في شاة زنماء: زمّاء وهي من المعز ما له لحية، ولا في غنم زنم. زمّ لئلا يتوهم أنه مثل شمّاء وشمّ ولا في عتد، وهو الشديد التّام الخلق: عدّ، بقلب التاء دالا، وإدغام الدّال، لأنّه يلبس بالعدّ من العدد، وكذلك لا يقال في وتد يتد: يدّ لتوالي إعلالين وهما حذف الواو من يوتد لوقوعها بين ياء وكسرة ثم قلب التاء (?) إلى الدّال للإدغام ومن ثمّ لم يبنوا نحو ماضي وددت على الفتح لأنّهم لو بنوه على الفتح لقالوا في مضارعه يودد على يفعل بكسر العين وكان يجب حذف الواو لوقوعها بين ياء وكسرة فكان يبقى: يدد ثم يدغم فيبقى: يدّ فيتوالى إعلالان فلذلك قالوا: وددت
بالكسر ليكون المضارع على يودد بالفتح، فتسلم الواو مثل يوجل، وقالوا في مصدر وطد ووتد: طدة وتدة ولم يقولوا: وطدا ووتدا، لأنّه مستثقل إن لم يدغم، وملبس إن أدغم إذ لو قلبوا الطاء والتاء في وطدا ووتدا، وأدغموا لصار ودّا فيلبس بقولك: ودّ من غيره (?)، فأما إذا لم يلبس الإدغام (?) فإنه حينئذ يجوز وذلك نحو: امّحى وهمّرش، والأصل: انمحى وهنمرش