وقال: (?)
أنا جرير كنيتي أبو عمر … أضرب بالسيف وسعد في القصر
أراد أبو عمرو: فحوّل كسرة الراء إلى الميم، وكذلك حوّل كسرة راء القصر إلى الصاد، وأما في حال النّصب فلا تحوّل، لأنّ أصله أن يظهر إعرابه في الوقف إذا كان منونا، ولكن لمّا زال التنوين للّام كان التنوين كأنّه موجود فيه فتقول على هذه اللغة: رأيت البكر بفتح الراء كأنك قلت: رأيت بكرا وقد حوّلت الحركة في نحو: لم أضربه وهند ضربته (?) وكان ينبغي أن لا تحوّل لأنّ حركة الهاء فيها ليست بحركة إعراب، ولكن لما سكنت الهاء خفيت وزادها خفاء الساكن قبلها، فلذلك حولت حركتها إلى ما قبلها قال زياد الأعجم: (?)
عجبت والدّهر كثير عجبه … من عنزيّ سبّني لم أضربه
كان لم أضربه (?) فسكّن الهاء وحوّل حركتها إلى الساكن الذي قبلها وهو الباء صار: لم أضربه.
فأمّا ما آخره همزة (?) إذا وقفت عليها في هذه اللغة فتحوّل حركاتها الثلاث الضمّة والكسرة والفتحة أيضا إلى ما قبلها وذلك لخفاء الهمزة والحرص على بيانها فتقول في الخبء بالهمز وسكون الباء: هذا الخبؤ ورأيت الخبأ ومررت بالخبئ بتسكين الهمزة وتحريك الباء بالضّمّ/ والفتح والكسر، وكذلك تقول في البطء بسكون الطاء: هذا البطؤ ورأيت البطأ ومررت بالبطئ فتسكن الهمزة وتحرك الطاء