في التأكيد من الخفيفة (?) ولا يؤكّد بالمخفّفة والمشدّدة إلّا الفعل المستقبل الذي فيه معنى الطّلب كالأمر والنهي والاستفهام والتمني والعرض والقسم والتحضيض (?)، وإنّما دخلت النون في هذه المواضع، لأنّها مواضع طلب فتدخل النون تأكيدا لذلك الطلب وحثّا على إيقاعه، ولذلك لم يؤكّد الماضي والحال، لأنّ الماضي وقع، والحال حاصل فلا طلب فيهما لحصولهما، ولا يؤكد النفي إلّا قليلا (?) نحو: زيد ما يقومنّ، لخلوّه عن معنى الطلب وإنّما جاز فيه ذلك على قلّته تشبيها له بالنهي، ومنه (?):

يحسبه الجاهل ما لم يعلما … شيخا على كرسيّه معمّما

وهذا مشبّه بالنهي، لأنّ يعلم مجزوم مثل النهي، وألف يعلما ألف نون التأكيد، كان يعلمن فوقف عليها بالألف، وأمّا قول جذيمة الأبرش (?):

ربّما أوفيت في علم … ترفعن ثوبي شمالات

فهي على التشبيه بالنفي، لأنّ ربّ للتقليل، والتقليل يقارب النفي، وقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015