تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم … بني ضوطرى لولا الكميّ المقنّعا
فنصب الكميّ بفعل مقدّر أي هلّا تعدون الكميّ، والضوطرى: الضخم لا غناء عنده، ومعنى البيت: أنكم تفتخرون بعقر النّيب - وهو جمع ناب وهي المسنّة من الإبل (?) - وليس لكم في الشجاعة نصيب، ومن ذلك قوله تعالى: لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ (?) وقوله: فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَها (?) والتقدير: فلولا ترجعونها إن كنتم غير مدينين، ولحروف التحضيض صدر الكلام لكونها دالة على نوع من أنواع الكلام، فوجب أن يكون لها صدر الكلام لما مرّ في باب إنّ وغيرها.
وهو قد، وقيل له حرف التوقّع لاقترانه بالأفعال المتوقعة في الحال، ومنه قول المقيم: قد قامت الصّلاة، لقوم يتوقّعون قيامها، وإذا دخل على الماضي قرّبه من الحال نحو: كنت أتمنى الحجّ، وقد حججت في زمن قريب من زمن إخباره وإذا/ دخل على المضارع كان للتقليل كقولهم: إنّ الكذوب قد يصدق (?)، فهو في هذا النوع من الأفعال
بمنزلة ربّ في الأسماء، وقد يحذف الفعل بعده إذا فهم كقوله: (?)
أزف التّرحّل غير أنّ ركابنا … لمّا تزل برحالنا وكأن قد