كما أنّ المفعول فاعل أيضا في المعنى، ولهذا جاز عند البصريين في الضرورة خاصة: خاصم زيد عمرو برفعهما، وحكى ابن الأنباري (?) أنّ بعض النحاة يجيز نصبهما كما يجيز رفعهما (?)، ويجيء فاعل بمعنى فعل نحو: سافر (?)، ويجيء بمعنى أفعلت نحو: عافاه الله أي أعفاه، وطارقت النّعل أي أطرقها، ويجيء بمعنى فعّل نحو: صاعر خدّه أي صعّر، وضاعف أي ضعّف، ويجيء بمعنى تفاعل نحو:
سارع وتسارع وجاوز وتجاوز بمعنى (?).
لا يكون إلّا مطاوع فعل، نحو: كسرته فانكسر إلّا ما شذّ من مجيئه مطاوعا لأفعل نحو: أقحمته فانقحم، وأغلقته فانغلق، وأزعجته فانزعج، ولا يكون إلّا حيث علاج وتأثير، لأنّه قبول المفعول فعل الفاعل، ولهذا كان قولهم: انعدم، خطأ، لأنّه لا معالجة فيه إنّما هو فقد وذهاب فليس هو مثل انقطع الذي هو قبول القطع، فأما قولهم: هذا القول لا ينقال وقد انقال، فهو لأنّ القائل يعمل في تحريك لسانه وإدارته ويقال: طردته فذهب ولا يقال: انطرد استغناء بذهب عنه (?).
وهو يجيء بمعنى انفعل (?) غالبا في كونه مطاوع فعل كقوله: غممته فاغتمّ