بناء الفاعل نحو: يضرب (?) وإن كان المضارع معتلّ العين فتقلب عينه ألفا سواء كانت واوا أو ياء، تقول في يقول ويبيع: يقال ويباع، لأنّ أصلهما يقول ويبيع فنقلت حركة الواو والياء إلى ما قبلهما وقلبت ألفا لتحركهما في الأصل وانفتاح ما قبلهما، فصارا يقال ويباع (?).
المتعدّي هو الذي لا يعقل إلّا بمتعلّق غير الفاعل نحو: ضرب زيد، فإنّ فهمه يتوقف على شيء يتعلّق به ضرب الضّارب، بخلاف غير المتعدي نحو: قعد زيد، فإنّ فهمه لا يتوقّف على شيء آخر، وغير المتعدي يصير متعدّيا، إمّا بالهمزة نحو: أذهبت زيدا، أو بتضعيف العين نحو: فرّحت زيدا أو بحرف الجرّ نحو: ذهبت بزيد (?) والمراد بتعدية الفعل تضمينه معنى التصيير إذ معنى خرجت به صيّرته خارجا، والفعل المتعدّي إن كان متعلّقه واحدا كان
متعدّيا إلى واحد، وإن كان/ متعلّقه اثنين كان متعدّيا إلى اثنين مثل: كسوت وأعطيت وعلمت وظننت، وليس في المعاني ما تتوقّف عقليّته على ثلاث متعلّقات غير فعلين وهما: أعلمت وأريت أدخل على علمت ورأيت الهمزة فتعدّى إلى ثلاثة، لزيادة الهمزة الفعل معنى ازداد بسببه مفعولا آخر، فإذا قلت أعلمت زيدا عمرا فاضلا، كان معناه صيّرت زيدا ذا علم بأن عمرا فاضل، وكذلك أريت، وزاد الأخفش أظننت وأحسبت وأخلت وأزعمت، وهو غير مسموع (?) وأجري مجرى أعلمت وأريت: أخبرت وخبّرت وحدّثت وأنبأت ونبّأت، فنصبوا بها ثلاثة مفاعيل