والاستفهام والتمني والعرض (?) ولذلك ارتفع يغضب في قولهم: الذي يطير فيغضب زيد الذباب، لفوات أحد الأمور الستة وإن كانت الفاء فيه للسبب، وأمّا قول الشّاعر (?).
سأترك منزلي لبني تميم … وألحق بالحجاز فأستريحا
فأجري الكلام الموجب مجرى أحد الأمور الستة لضرورة الشعر.
واعلم أنّ الفعل الذي بعد الفاء في تقدير المصدر، وهو معطوف بالفاء فوجب أن يجعل ما قبله في تقدير المصدر لئلا يلزم عطف الاسم على الفعل، فمثال الأمر:
أكرمني فأكرمك أي ليكن منك إكرام فإكرام مني، ومثال النهي قوله تعالى:
وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي (?) أي لا يكن منكم طغيان فحلول غضب مني، ومثال النفي: ما تأتينا فتحدّثنا (?) أي لا إتيان منك فلا حديث، ومثال الاستفهام قوله تعالى: فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا (?) أي هل حصول شفعاء فشفاعة لنا، ومثال التمني قوله تعالى: يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً (?) أي ليت لي (?) كونا معهم ففوزا عظيما لي، ومثال العرض: ألا تزورنا فنكرمك، أي ألا يكون زيارة منك فإكرام منا.
واعلم أنّ الفاء كما تنصب بإضمار أن بعد الأمور الستة كما ذكرناه فكذلك تنصب بعد الدعاء والتحضيض، مثال الدّعاء: اللهمّ ارزقني بعيرا فأحجّ عليه، ومثال