الفعل ما دلّ على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، فقوله: ما دلّ على معنى كالجنس، وقوله: في نفسه فصل يخرج الحرف، وقوله: مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة يخرج الاسم.
واعلم أنّ الحدث والزمان هما جزءا الفعل، وأحدهما مقارن للآخر، والفعل يدلّ عليهما بالوضع، وعلى كلّ منهما مفردا بالتضمّن، ومن خواصّه دخول قد لما فيها من تقريب الماضي من الحال، وذلك خاصّ بالفعل والسين وسوف، لأنّ وضعهما للدلالة على الاستقبال، والفعل مخصوص به الاستقبال، ومن خواصّه أيضا لحوق الضمائر المتصلة البارزة المرفوعة نحو: ضربت ضربتما ضربتم ضربت ضربا ضربوا ضربن، فهذه هي المختصّة بالفعل بخلاف الضمائر المستكنّة لدخولها الأسماء أيضا نحو: ضارب وضاربان وضاربون وبخلاف الضمائر التي ليست مرفوعة نحو:
إنّه وله، فإنّها لا اختصاص لشيء منها بالفعل، وإنّما اختصّت المرفوعة البارزة بالفعل، لأنّها فاعلة والفاعل
مختصّ بالفعل حقيقة، ومن خواصّه أيضا دخول تاء التأنيث الساكنة لأنّ وضعها ساكنة لتكون فرقا بين تاء الأسماء وتاء الأفعال (?) فوجب اختصاصها.