يقال على الواحد والكثير بلفظ واحد، فتقول عن أسد واحد وعن جماعة أسود، هذا أسامة مقبلا، وعلم الشخص ليس كذلك، فإنّك تقول عن الواحد: زيد، وعن الجماعة زيدون، والفرق بين علم الجنس واسم الجنس، أنّ اسم الجنس يقبل اللّام، فتقول: أسد وعسل وماء، والأسد والعسل والماء، وعلم الجنس لا يقبل اللّام فلا يقال الأسامة (?) وكذلك ما أشبهه من أعلام المعاني وغيرها.
وأمّا علم المعاني: فإنّهم كما وضعوا للأعيان أعلاما وضعوا للمعاني أيضا أعلاما (?) وهي في المعنى بمنزلتها في باب أسامة، فسمّوا التسبيح سبحان (?)، والذي يدلّ على أنه علم أنّه ورد في كلامهم غير منصرف، ومنه قول الشّاعر: (?)
... … سبحان من علقمة الفاخر
وليس فيه غير الألف والنون، وهما في غير الصفات لا يمنعان الصرف إلّا مع العلميّة، فوجب القول بها، ولا يستعمل سبحان علما إلّا قليلا فإن أكثر استعماله مضافا (?)، وإذا كان مضافا فلا يكون علما، لأنّ الأعلام لا تضاف وهي أعلام، لأنّ المعرفة لا تضاف، وسمّوا الفجور بفجار، والذي يدلّ على أن فجار علم، أنّ مدلوله الفجرة، والفجرة معرفة فوجب أن يكون فجار معرفة، وتعريفه إنّما هو بالقصد، والقصد هو الذي نعني (?) به العلميّة (?).