الإعراب، لا يكون لصيغة الضمير المذكور محلّ من الإعراب، وبنو تميم يجعلونه مبتدأ (?) فيرفعون ما بعده على أنه خبره، والجملة خبر عن كان أو غيره على حسب ما معه من العوامل، وخصّ بصيغة المرفوع لأنّه في معنى التأكيد، كما تقول في التأكيد ضربتك أنت ونحو ذلك (?).
ويتقدّم قبل الجملة ضمير يسمّى ضمير الشّأن (?) يفسّر بالجملة التي بعده لأنّ كلّ جملة هي شأن وأمر وقصّة وإذا قلت: هو زيد قائم، فكأنّك/ قلت: الواقع والشأن زيد قائم ثمّ أضمرت الشّأن وقلت: هو زيد قائم، واحترز بقوله:
يتقدّم قبل الجملة، عن الضمير في نعم رجلا زيد، وربّه رجلا؛ فإنّه متقدّم على المفسّر له لكن تقدّمه على المفرد لا على الجملة، ويكون مرفوعا منفصلا ومستترا، ومنصوبا متصلا بارزا، فالمرفوع المنفصل نحو: هو زيد قائم والمستتر نحو: كان زيد قائم وليس زيد قائم، والمنصوب المتصل: إنه زيد قائم، وإذا وقع مبتدأ انفصل نحو: هو زيد قائم، لأنّ عامل المبتدأ الابتداء، وهو معنى، واستحال اتصال الضمير بالمعنى الذي هو الابتداء لكونه غير لفظ، وكذا إذا وقع بعد ما الحجازية نحو: ما هو زيد قائم، لتعذر اتصاله مرفوعا بغير الفعل، وحذف ضمير الشأن إذا كان منصوبا ضعيف قال الله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً (?) وجاء حذفه في الشعر (?) نحو قوله: (?)
إذا هبّت رياحك فاغتنمها … فإنّ لكلّ خافقة سكون
فسكون مبتدأ ولكلّ خافقة خبره، واسم إنّ هو ضمير الشأن محذوف والتقدير فإنّه لكلّ خافقة.