بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسّلام على سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
فقد نهجت دراسة الظواهر النحوية والصرفية منهجين متكاملين يردف كل واحد منهما الآخر:
الأول: دراسة الظاهرة وفق الأسس التي قدمها النحويون في كتبهم مع الاتصال بالدرس النحوي والصرفي في صورته الحديثة، وهذا المنهج يتمثل في قتل القديم بحثا واتخاذ الدرس الحديث آلة من آلات فهم القديم ودراسته.
الثاني: تحقيق المخطوطات العربية ودراستها وإخراجها إلى النور لكونها المادة الأساسية لأصحاب المنهج الأول ورأيت أن أجمع بين المنهجين، فآثرت (?) أن أتناول في تجربتي الثانية تحقيق إحدى المخطوطات ودراستها، وبذلك أشارك أيضا في الجهود المبذولة لتحقيق جميع المخطوطات العربية ونشرها.
وقد فضلت هذه المخطوطة على غيرها لأربعة أسباب:
1 - أن أبا الفداء ذو شهرة علمية عالمية واضحة، قد نالها من نشر كتابيه:
«المختصر في أخبار البشر» و «تقويم البلدان»، فقد حاز هذان الكتابان على مكانة سامية لدى الباحثين العرب وغير العرب، فطبعا مرارا، وترجما إلى عدة لغات.
2 - أن الباحثين المحدثين لم يعرفوا أبا الفداء نحويا، فلعل تحقيق «كنّاشه» ونشره يفيد أنه لا يقل تمكّنا في النحو والصرف من تمكّنه في علمي التأريخ