من ميّزت، وهو الاسم النكرة الذي يرفع الإبهام المستقرّ عن ذات مذكورة أو مقدّرة والإبهام: الإجمال وهو ضدّ الإيضاح وقوله: الإبهام المستقرّ، احتراز به عن الأسماء المشتركة فإنّك إذا قلت: رأيت عينا مبصرة أو جارية، لم ترفع عن تلك العين إبهاما مستقرّا بالوضع بل إبهاما عارضا للسّامع، فإنّها وضعت لشيء بعينه معلوم للمتكلم بخلاف عشرين، فإنّها وضعت مبهمة لا لدنانير ولا لدراهم (?) وقوله: عن ذات، احتراز به عن نحو المصادر الدّالة على الهيئات نحو: جلست جلسة، وعن الحال نحو: جاء زيد راكبا، فإنّه إنّما يرفع الإبهام عن صفة المجيء لا عن ذات زيد، لأنّ ذات زيد لا إبهام فيها، وقوله: الاسم النكرة، إنّما هو على المختار وهو مذهب البصريين، فإنّ المميّز (?) عندهم لا يكون إلا نكرة، والكوفيون يجيزون أن يكون التمييز نكرة ومعرفة (?) ويستشهدون بمثل قوله:/ (?)
النازلين بكلّ معترك … والطيّبون معاقد الأزر
ويجوز أن يدفعوا بأنّ الإضافة إلى الأجناس لا تفيد التعريف، ويستشهدون أيضا بمثل: غبن رأيه، ووجع ظهره، وفي التنزيل: سَفِهَ نَفْسَهُ (?) والبصريون يقولون: إنّ ذلك منصوب على التشبيه بالمفعول (?) ويستشهد الكوفيّون أيضا بقول الشاعر: (?)