ومما يجب فيه تقديم المفعول أن يكون المفعول مضمرا متّصلا والفاعل ظاهر نحو:
ضربك زيد وضربني زيد، ومما يجب فيه تقديم المفعول أيضا، إن ثبت الفاعل بعد النّفي كقولك: ما ضرب عمرا إلّا زيد، أي لا ضارب/ لعمرو غير زيد، فلو قدّر ضارب آخر لم يستقم المعنى (?) ومنه قول الشّاعر (?):
قد علمت سلمى وجاراتها … ما قطّر الفارس إلّا أنا
حذف الفعل جائز وواجب، فالجائز، قولك: زيد في جواب من قال: من قام؟
ونحوه أي قام زيد (?) وكذلك يحذف الفعل جوازا في نحو قوله تعالى: يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ (?) فيمن قرأ بفتح الباء من يسبح (?) أي يسبّحه رجال، فأنت مخيّر في ذلك إن شئت حذفت الفعل لدلالة القرينة عليه، وإن شئت أظهرته لزيادة البيان. فإن قيل من قام؟ قلت: عمرو أو قام عمرو حسبما تقدم، والفعل الواجب حذفه يفسّر (?) بعد حذفه كقوله تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ