نَحْو: {سبح بِحَمْد رَبك} {وَسبح بِحَمْدِهِ} وَقد جَاءَ التَّسْبِيح بِمَعْنى التَّنْزِيه فِي الْقُرْآن على وُجُوه {سُبْحَانَهُ هُوَ الله الْوَاحِد القهار} أَي: أَنا المنزه عَن النظير وَالشَّرِيك {سُبْحَانَ رب السَّمَاوَات وَالْأَرْض} أَي: أَنا الْمُدبر لَهما
{سُبْحَانَ الله رب الْعَالمين} أَي: أَنا الْمُدبر لكل الْعَالمين {سُبْحَانَ رَبك رب الْعِزَّة عَمَّا يصفونَ} أَي: أَنا المنزه عَن قَول الظَّالِمين
{سُبْحَانَهُ أَن يكون لَهُ ولد} أَي: أَن المنزه عَن الصاحبة وَالْولد
وَأما تَسْبِيح التَّعَجُّب: فكقوله تَعَالَى: {سُبْحَانَ الَّذِي سخر لنا هَذَا} {سُبْحَانَ إِذا قضى أمرا فَإِنَّمَا يَقُول لَهُ كن فَيكون} {سُبْحَانَكَ لَا علم لنا إِلَّا مَا علمتنا}
التَّفْرِيق: هُوَ أَن يَأْتِي الْمُتَكَلّم أَو النَّاظِم بشيئين من نوع وَاحِد فيوقع بَينهمَا تباينا وَتَفْرِيقًا يُفِيد زِيَادَة ترشيح فِيمَا هُوَ بصدده من مدح أَو ذمّ أَو نسيب أَو غَيره من الْأَغْرَاض كَقَوْلِه:
(مَا نوال الْغَمَام وَقت ربيع ... كنوال الْأَمِير يَوْم سخاء)
(فنوال الْأَمِير بدرة عين ... ونوال الْغَمَام قَطْرَة مَاء)
وَالْجمع مَعَ التَّفْرِيق: هُوَ أَن يدْخل شَيْئَيْنِ من معنى وَاحِد وَيفرق بَين جهتي الإدخال، كَقَوْلِه تَعَالَى: {الله يتوفى الْأَنْفس حِين مَوتهَا} إِلَى آخِره جمع النفسين فِي حكم التوفي، ثمَّ فرق بَين جهتي التوفي بالحكم بالإمساك والإرسال
التّرْك: هُوَ إِمَّا مُفَارقَة مَا يكون الْإِنْسَان فِيهِ، أَو تَركه الشَّيْء رَغْبَة عَنهُ من غير دُخُول فِيهِ، وَمَتى علق بمفعول وَاحِد يكون بِمَعْنى الطرح أَو التَّخْلِيَة والدعة؛ وَإِذا علق بمفعولين كَانَ متضمنا معنى التصيير فَيجْرِي مجْرى أَفعَال الْقُلُوب مِنْهُ: {وتركهم فِي ظلمات لَا يبصرون} ؛ {وَتَركنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين} أَي: أبقينا
وَترك الشَّيْء: رفضه قصدا واختيارا أَو قهرا واضطرارا فَمن الأول: {واترك الْبَحْر رهوا} ؛ وَمن الثَّانِي: {كم تركُوا من جنَّات وعيون}
وَالتّرْك: عدم فعل الْمَقْدُور، سَوَاء كَانَ هُنَاكَ قصد من التارك أَو لَا، كَمَا فِي حَالَة النّوم والغفلة، وَسَوَاء تعرض لضده أَو لم يتَعَرَّض، وَأما عدم فعل