تَعَالَى؛ والمعتزلة لما لم يفرقُوا بَين إِرَادَة الرب وَإِرَادَة العَبْد فِي جَوَاز تخلف المُرَاد اتجه لَهُم الْقَوْم بالاستلزام
وَنقل الزَّرْكَشِيّ فِي " الْبَحْر " عَن بعض الْمُتَأَخِّرين أَن الْحق أَن الْأَمر يسْتَلْزم الْإِرَادَة الدِّينِيَّة وَلَا يسْتَلْزم الْإِرَادَة الكونية، فَإِنَّهُ لَا يَأْمر إِلَّا بِمَا يُريدهُ شرعا ودينا، وَقد يَأْمر بِمَا لَا يُريدهُ كونا وَقدرا، كَإِيمَانِ أبي لَهب، وكأمره خَلِيله بِالذبْحِ وَلم يذبح، وَأمره رَسُوله مُحَمَّدًا عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بِخَمْسِينَ صَلَاة وَلم يصلها، وَفَائِدَته الْعَزْم على الِامْتِثَال وتوطين النَّفس عَلَيْهِ
وَصِيغَة (افْعَل) ترد للْوُجُوب وَالنَّدْب نَحْو: {فكاتبوهم إِن علمْتُم فيهم خيرا وَآتُوهُمْ من مَال الله} ، فالإيتاء وَاجِب وَالْكِتَابَة مَنْدُوبَة
وَالْإِبَاحَة نَحْو: {وَإِذا حللتم فاصطادوا} وَهِي أدنى دَرَجَات الْأَمر، وَهُوَ الْمُخْتَار
والتهديد نَحْو: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُم} أَي من حرَام أَو مَكْرُوه
والإرشاد نَحْو: {واستشهدوا شهيدين من رجالكم}
وَالْإِذْن كَقَوْلِك لمن طرق الْبَاب: ادخل
والتأديب كَقَوْلِك لصبي تجول يَده فِي الْقَصعَة: كل مِمَّا يليك
والإنذار نَحْو: {قل تمَتَّعُوا فَإِن مصيركم إِلَى النَّار}
وَيُفَارق التهديد بِذكر الْوَعيد والامتنان نَحْو: {كلوا مِمَّا رزقكم الله} وَيُفَارق الْإِبَاحَة بِذكر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ
وَالْإِكْرَام للْمَأْمُور نَحْو: {ادخلوها بِسَلام آمِنين}
والتسخير نَحْو: {كونُوا قردة خَاسِئِينَ}
والتكوين نَحْو: {كن فَيكون}
والتعجيز نَحْو: {فَأتوا بِسُورَة من مثله}
والإهانة نَحْو: {ذُقْ إِنَّك أَنْت الْعَزِيز الْكَرِيم}
والتسوية نَحْو: {فَاصْبِرُوا أَو لَا تصبروا}
وَالدُّعَاء نَحْو: {رَبنَا أنزل علينا مائدة} وَالتَّمَنِّي نَحْو:
(أَلا أَيهَا اللَّيْل الطَّوِيل أَلا انجلي)
تمناه لكَونه مستحيلا بِحَسب ظَنّه واعتقاده وَإِن كَانَ مرجوا
والاحتقار نَحْو: {ألقوا مَا أَنْتُم ملقون} فَإِنَّهُ حقير بِالنِّسْبَةِ إِلَى معْجزَة مُوسَى
والتفويض نَحْو: {فَاقْض مَا أَنْت قَاض}