الاستعلاء دون التضرع ذَاتهَا لَيْسَ بِأَمْر عِنْد أهل السّنة وَإِنَّمَا هِيَ دلَالَة على الْأَمر
وَعند الْمُعْتَزلَة: نفس هَذِه الصِّيغَة أَمر
وَأمر: يسْتَعْمل تَارَة مُجَردا من الْحُرُوف فيتعدى إِلَى مَفْعُوله الثَّانِي بِنَفسِهِ فَيُقَال: (أَمرتك أَن تفعل) وَأُخْرَى مَوْصُولا بِالْبَاء يُقَال: (أَمرتك بِأَن تفعل) ، وَقد يسْتَعْمل بِاللَّامِ، لَكِن التَّعْلِيل وُقُوعه على مفعوليه لَا لتعديته إِلَيْهِمَا أَو إِلَى أَحدهمَا فَيُقَال: (أَمرتك لِأَن تفعل)
وَالْأَمر فِي الْحَقِيقَة: هُوَ الْمَعْنى الْقَائِم فِي النَّفس فَيكون قَوْله: (افْعَل) عبارَة عَن الْأَمر الْمجَازِي تَسْمِيَة للدال باسم الْمَدْلُول
وَالْأَمر: التَّقَدُّم بالشَّيْء سَوَاء كَانَ ذَلِك بقول (افْعَل) و (ليفعل) ، أَو بِلَفْظ خبر نَحْو: {والوالدات يرضعن أَوْلَادهنَّ} ، أَو بِإِشَارَة، أَو غير ذَلِك، أَلا ترى أَنه قد سمي مَا رأى فِي الْمَنَام إِبْرَاهِيم من ذبح ابْنه أمرا حَيْثُ قَالَ: {إِنِّي أرى فِي الْمَنَام أَنِّي أذبحك، قَالَ يَا أَبَت أفعل مَا تُؤمر}
وَالْأَمر حَقِيقَة فِي نَحْو: {وَأمر أهلك بِالصَّلَاةِ} أَي: قل لَهُم صلوا
[وَهُوَ [مجَاز فِي الْفِعْل اللّغَوِيّ نَحْو: {أَتَعْجَبِينَ من أَمر الله} {وشاورهم فِي الْأَمر} أَي فِي الْفِعْل الَّذِي تعزم عَلَيْهِ
وَالْأَمر فِي الشَّأْن نَحْو: {وَمَا أَمر فِرْعَوْن} وَهُوَ عَام فِي أَقْوَاله وأفعاله
وَفِي الصّفة نَحْو: (لأمر مَا يسود) أَي: لأي صفة من صِفَات الْكَمَال
وَالْأَمر فِي الشَّيْء نَحْو: (لأمر مَا كَانَ كَذَا) أَي لشَيْء مَا
وَيذكر الْأَمر وَيُرَاد بِهِ الدّين نَحْو: {حَتَّى جَاءَ الْحق وَظهر أَمر الله} يَعْنِي دين الله، وَالْقُرْآن، وَمُحَمّد
وَالْقَوْل نَحْو: {فَلَمَّا جَاءَ أمرنَا}
وَالْعَذَاب نَحْو: {وَقَالَ الشَّيْطَان لما قضي الْأَمر}
وَعِيسَى النَّبِي نَحْو: {إِذا قضى أمرا} أَي: إِذا أَرَادَ أَن يخلق ولدا بِلَا أَب كعيسى بن مَرْيَم
وَفتح مَكَّة نَحْو: {فتربصوا حَتَّى يَأْتِي الله بأَمْره}
وَالْحكم وَالْقَضَاء نَحْو: {أَلا لَهُ الْخلق وَالْأَمر}
وَالْوَحي نَحْو: {يدبر الْأَمر من السَّمَاء إِلَى الأَرْض}
وَالْملك الْمبلغ للوحي نَحْو: {يلقِي الرّوح من أمره}