ونزَّهَ نفسَهُ عمَّا لمْ يقلْهُ أحدٌ ولمْ ينسبهُ إليهِ، تحذيرًا منْ وقوعهَا حتَّى لا تقع بخاطرِ أحدٍ.
فنزَّهَ نفسهُ عَنِ الطعمِ مع أنَّ أحدًا لمْ يصفهُ بهِ، قالَ الله سبحانه وتعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ} [الأنعام: 14].
ونزَّهَ نفسهُ عَنِ الموتِ، فقالَ سبحانه وتعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ} [الفرقان: 58] لكمالِ حياتهِ.
ونَزَّهَ نفسهُ عَنِ السنةِ والنَّومِ، فقالَ سبحانه وتعالى: {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} [البقرة: 255] لكمالِ حياتهِ وقيوميَّتهِ، إذِ النَّوْمُ أخو الموتِ. ولهذا كانَ أهلُ الجنَّةِ لا ينامونَ مَعَ كمالِ الراحةِ، كمَا لا يموتونَ.
ونَزَّه نفسهُ عَنِ النِّسيانِ مع أنَّ أحدًا لمْ ينْسبهُ إلى شيءٍ منْ ذلكَ، قالَ سبحانه وتعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64]، لكمالِ علمهِ وحفظهِ.
ونَزَّهَ نفسهُ عَنِ الظُّلمِ فقالَ سبحانه وتعالى: {وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49] لكمالِ عدلهِ وغناه ورحمتهِ.
ونَزَّه نفسهُ عَنِ العبثِ والباطلِ، قالَسبحانه وتعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ *} [الدخان: 38 - 39] لكمالِ حكمتهِ.
ونزَّهَ نفسهُ عنْ مقالةٍ قالها بعضُ طوائفِ اليهودِ أنَّ العُزَيْرَ ابنُ الله.